مخطوطات طه حسين الفرنسية تحقيق وترجمة عبد الرشيد محمودى.

كتاب "طه حسين والأوراق المجهولة" يُميط لنا اللثام عن بعض النصوص المجهولة التى أملاها عميد الأدب العربى ولم يهتم بنشرها لأسباب غير معروفة. وهى بهذا المعنى (مخطوطات)، ظلت فى طى النسيان بين أوراق طه حسين المُهملة ولم تظهر إلا مؤخرًا، حيث أُتيحت الفرصة للأستاذ عبد الرشيد محمودى ليطلع عليها وينشرها مترجمة فى جريدة "الأهرام" تباعًا بداية من ١٤ يونيو ٢٠١٥.


وقد رأى الأستاذ عبد الرشيد محمودى أن يجمعها فى كتاب واحد مُرفِقًا النص الأصلى مع الترجمة. وذلك لسببين، أولًا، أن جمع الأصول ونشرها فى طبعة علمية نقدية يحفظها من التشتت والضياع، ثانيًا، أنه يُتيحها للإطلاع على نطاق العالم ولاسيما أن طه حسين وجهها جميعها لغير الناطقين بالعربية، ولا ينبغى لنا أن تستأثر بها بل ينبغى أن تُتاح أيضًا إلى من قصدهم فى المقام الأول.


كُتبت هذه المخطوطات باللغة الفرنسية وأملاها طه حسين على من كتبها على الآلة الكاتبة أو بخط اليد ولكنها كما ذكرنا سابقًا لم تُنشر لأسباب غير معروفة ومع ذلك فهى تُلقى الضوء وتدلنا لأول مرة على طريقة طه حسين فى التأليف، فهو فى معظم الحالات كان يُملى على من يكتب ما يقول على الآلة الكاتبة وكان يحفظ هذه النصوص عن ظهر قلب أثناء إملائها أو عند قراءتها عليه بعد تسجيلها وتنقيحها، وذلك يدلنا على أن طه حسين كان صاحب ذاكرة خارقة وخاصة أن بعض النصوص كانت طويلة وصعبة من الناحية الفنية وكثيرة التفاصيل.


يؤكد الكاتب أن هذه المخطوطات بالغة الأهمية وذلك لأنها تكشف عن جوانب نجهلها بدرجة أو بأخرى من فكر طه حسين وتثير الدهشة والاعجاب وذلك لأن بعضها لازال مطروحًا حتى يومنا هذا.


تعرض المخطوطات بعض آراء طه حسين فيما يتعلق مثلًا بفترة الحكم العثمانى فى مصر، وشرح كيف فُرضت العزلة على مصر ووقعت تحت وطأة الجهل والتدنى وذلك ردًا على رسالة تلقاها من وزير تركى.


وتعرض أيضًا من خلال مقالة " مشكلة الشرق" وجهة نظره فى المشكلات التى تعترض طريق التفاهم بين الشرق والغرب، موضحًا أن الحل يكمن فى إقامة العلاقات بين الشرق والغرب على أساس التعاون المخلص الذى يرتكز على الصدق والصراحة وليس على الحيلة والخيانة.


وتطرق بعد ذلك للحديث عن القضية الفلسطينية ومشكلة شمال افريقيا، موضحًا أن فلسطين كانت عربية وهى مازالت عربية وينبغى أن تبقى كذلك ويجب أن تحكم نفسها كما تريد وليس كما تريد أى قوة أخرى، وذكر أيضًا أن الشرق العربى لا ينتهى عن الحدود المصرية، بل ينتهى عند المحيط الأطلسى وهكذا يجب أن يُنظر إليه.


من خلال مقالتى " ملخص لخطاب طه حسين فى مدريد وخطاب طه حسين فى جامعة أثينا بمناسبة منحه الدكتوراه الفخرية" ندرك كما قال الأستاذ عبد الرشيد أن "المعلم المصرى _طه حسين_ كان منارة شامخة تطل على البحر المتوسط لتنشر أنوار بلاده فى كل اتجاه.


وما تبقى فى الكتاب من مقالات عن رأى ودور طه حسين فى ترجمة الروائع العالمية لدى العالم العربى والمقارنة بين المعتزلة والفيلسوف الألمانى ليبنتز وقوة تأثير القرآن مشروحة لغير المسلمين، تكشف وبقوة عن عمق الجانب الفلسفى لدى طه حسين.


وفى النهاية أجدنى متفقة مع الكاتب أنه من حسن الحظ أن هذه المخطوطات نجت من التلف وقاومت مر الزمان لتُرينا طه حسين فى صورة غير مألوفة ولتؤكد لنا أن الرجل كان ثاقب النظر وعميق الفهم لكل ما يطرأ حوله من قضايا فلسفية أو سياسية.



#شيماء زين.

شيماء زين

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات شيماء زين

تدوينات ذات صلة