ثلاثية غرناطة.. الأندلس "ماضى يُنير ومازال يُلقى بظلاله يمهد طرق المستقبل"



ثلاثية الألم والأمل، ثلاثية يسير فيها القلق ممسكًا بيد الطمأنينة.

ثلاثية غرناطة حيث جرح فقد الأندلس ما زال حيًا، يؤلم.. لم يندمل بفعل الزمانِ كما كنت أعتقد.

ثلاثية غرناطة رواية لرضوى عاشور أستاذة الأدب الإنجليزى.

رواية عن سقوط غرناطة، ضياع آخر أمل لعودة الأندلس.


" لا ينطق الحجر لأن الله جعله، على غير البشر، معقود اللسان، ولكنه يعرف لأنه رأى كل شىء وكان شاهدًا ساعة الرحيل "


تحكى رضوى عاشور عن سقوط غرناطة، آخر مدن الأندلس، تروى ذلك فى ثلاثة أجزاء.

"غرناطة"،" مريمة"، "الرحيل".


فى غرناطة تروى البداية، ككل بداية.

الصدمة والأقاويل المتضاربة، هل حقًا سيتم تسليم غرناطة للقشتاليون؟

القلوب تتخبط، تستنجد.

العقل يرى الحقائق ويُحللها، ولكن القلب يرفض متشبسًا بالآمال.

ستتكاتف البلاد وتتعاون وتهب على قلب رجل واحد بغية إنقاذ فردوس الله على الأرض، لن تسقط غرناطة، لن تضيع الأندلس.


ولكنها النهاية أتت بما يُمزق دِثار أمل كانت تحتمى به القلوب.

وبهذا ينتهى أول جزء فى الثلاثية، بتسليم غرناطة وتململ القلوب بين الخضوع والمقاومة.


"مريمة"

وآهِ، وألف آهِ على مريمة، هل سبق لك أن قرأت رواية كاملة من أجل شخصية واحدة، للتعرف عليها؟

حسنًا.. أنا فعلت.

فعلتها من أجل مريمة، رفعتُ سقف آمالى ولم تردنى مريمة خائبة.


تسرد رضوى فى الجزء الثانى، النتيجة الطبيعية للسقوط.

من بدأ طريق الهوان عليه أن يُكمله حتى النهاية.

شديد المرارة هو، عليك أن تتجرعه حتى النقطة الأخيرة.

عليك أن تقبل إذا التنازل والخضوع للشروط وتحمل حتى المجحف منها، لأنك حتى بالمقاومة لا تتسع العقدة حول عنقك بل تضيق أكثر حتى تكاد تلفظ أنفاسك ويستمر الأمر هكذا حتى تأتى الطامة الكبرى، الحجر الذى يُلقى فى البحيرة لتحريك الراكد.

والحجر هنا كان الترحيل.


"الرحيل"

آخر جزء فى الثلاثية، قرار الرحيل عن الوطن.

ثمن يدفعه من لم يشهد السقوط ولكنه وُلِدَ مسلوب الوطن ومُطالب بإعادة ما لم يتسبب فى ضياعه.

من هذا عانى علي أشهر شخصيات هذا الجزء.


ومن هنا يبدأ الرحيل بعد الرحيل، يرحل علي وكل علي يأتى بعده.

ويظل السؤال قائم هل تعود الأندلس، رغم استحالة أن تأتى الإجابة بنعم، لكن نُمنى النفس أن تعود روح وعقول عمرت الأندلس طيلة ٨٠٠ عام، حينها تصبح كل بلاد المسلمين أندلس أخرى.

على هذا نحيا.


أجادت رضوى عاشور رسم الشخصيات بدقة متناهية وتفاصيل رائعة، شخصيات تنبض بالحياة.


رواية عن غرناطة، عن الألم، عن ماضى مازال يُنير ويُلقى بظلاله على المستقبل.


-شيماء زين

شيماء زين

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات شيماء زين

تدوينات ذات صلة