أنت لستِ بحاجةٍ إلى عيدٍ، فلأبنائِك أنتِ كل الأعياد، في كل لحظة أنتِ العيد!

إلى أمي غاليتي ورفيقة قلبي

إلى جميع أمهات الأرض

إلى من تحمل جنينًا وتنتظر قدومه بفارغ الصبر

وإلى التي لم يحالفها حظ "الأمومة" العظيم بعد

إلى التي تسهَرُ الليالي قلقًا على أبنائِها المرضى

وإلى التي تُتمتِمُ بأدعية وآيات فَتشقُّ الطريق لهم

إلى من يصبح همها الشاغل أن نكون بأفضل حال

وإلى التي ترهقها ركلات الجنين في أحشائِها وتُسهِرُها تقلبات نومه في أيامه الأولى وقت قدومه

إلى التي يصعبُ عليها الفِطام وكأنه انتشالٌ لطفلها مِن بينِ أحضانِها

وإلى التي تترك كل أشغالِها وأعمالِها كي تكون المعلمة والمربية لأطفالِها

وإلى كل من ذَرَفَت دموعها شوقًا وحزنًا وألمًا على غربةِ أبنائِها

أو ينتابها الهم على إحدى بناتِها

وإلى التي أصبحَ وجهها مليئًا بالخطوط تلكَ التي تحمل آلاف القصص والأوجاع والمخاوف على أبنائِها

إلى التي تصبر على زلاتنا وتتحمل همومنا وتتمنى لنا الأفضل

إليكُنَّ

أنت لستِ بحاجةٍ إلى عيدٍ، فلأبنائِك أنتِ كل الأعياد،

في كل لحظة أنتِ العيد!

لحظة الأمان من الخوف والسهر وقت المرض والحضن الدافئ عند القلق، لحظة السند في الأوقات الصعبة ولحظة الفرح والنجاح والحب والتقدم، لحظة الحصول على درجات عالية في إحدى الإمتحانات، لحظة العودة إلى البيت ورؤيتك تتجولينَ فيه، ولحظة أكل طعامك اللذيذ، ولحظة إفشاء أسرارنا المقلقة لكِ، لحظة الاستماع لنصائحك (التي تكون في كل مرة صحيحة وينتابنا الندم لعدم فعلها)

في كل لحظة أنتِ العيد وبكِ تحلو أيامنا وتزهر قلوبنا وتشفى جراحنا،

بوجودك نطمئن وبدعواتك تفتح لنا الحياة آفاقها فنسير بخطوات سلسة بلا تعرج وبلا قلق،

كل عام وأنتِ زهرة تقطن في بيوتنا فيفوح منها الحب والأمان،

كل عام وهمساتك تخطو إلى آذانِنا،

كل عام ولمساتك الرقيقة تلامس وجوهنا وأيدينا،

كل عام وحضنك يتسع لنا فنفيض حنانًا،

كل عام وأنتِ الروح لأجسادِنا البالية والنبض لقُلوبنا المهترئة،


كل عام وأنتِ الحياة ...


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

جميل احببت كلماتك💌🤍 .....سأقرأها
في يوم الأم

إقرأ المزيد من تدوينات شيماء شقبوعة

تدوينات ذات صلة