قصة فتاة وقفت في وجه الظلم الذي تعرضت له من قبل زوج أمها .. تصدت له و سخرت قدراتها لمساعدة المظلومين مثلها
بلغت التاسعة عشرة قبل مدة قصيرة ...... لا تعلمون كم يكون الأمر مزعجاً حين تكبرين من دون والدك ...... سندك الذي يحبك ويحميك ويدافع عنك ...... لن تستطيعي حتى تخيل حالك وقد ذهب وتركك ...... ستكونين من دونه كالتائه في الظلمات بدون بوصلة ...... كالسفينة التي أضاعت طريقها إلى المرسى تقف في وسط البحر أسفل الشمس الحارقة بلا شيء يظللها تنتظر نسمة هواء تحرك الأشرعة أو موجةً تدفعها الى المرسى ...... يقولون أن كل سفينة تعود إلي مينائها مهما طال الزمن ، لكن سفينتي لا تفعل ولن تفعل ، فمرساي قد اختفى أساساً ...... أنا الفرخ الذي تركه والده في العش ليقوي جناحه مكسوراً ويبقى بلا روح......
تزوجت أمي بعد وفاة والدي بمدة قالت أنها تريد أن تبدأ حياة جديدة شابه أنا لاإزال شابة و لا يزال أمامي عمرٌ طويلٌ أعيشه كما أن هنالك الكثيرين ممن يرغبون بي ...... إذا كنت تخافين أن أتركك فأنا لن أفعل ولن أتخلى عنك أبداً يا صغيرتي " هذا ما قالته لي في أحد شجاراتنا بهذا الشأن ، وبالفعل حدث ما أرادت ونفذت وعدها ، لكنها تخلت عني في أصعب اللحظات لطالما شكيت لها سوء معاملته لي إلا أنها لم تكن تستمع لما أقول كانت تعيد ذات الكلام في كل مره " والدك لطيفٌ جداً يا عزيزتي و لن يفعل شيئاً كهذا ...... أعلم أن الأمر صعب و أنك لا تطيقينه ، لكن ما رايك أن تمنحيه فرصة ليثبت لك حبه ؟! أما إذا كنت تحاولين إفساد علاقتنا فلا تحاولي لن تنجحي أبداً"...... يقولون أن الأم حاضنة للأسرار تشاركك الهموم وتساندك ، لكن هذه الأم لم تكن أمي بالطبع لقد استمرت بتكذبي في كل مرة ...... و أمضيت حوالي العشر سنوات وأنا تحت رحمه ذلك الوحش أُعَنَّفُ و أُهانُ من قبله كلما صرخت أطلب النجده المساعده لعلني أجد أحداً ينقذني ويسمع صرخات وٱهاتي ...، لكنني لم أجد......
************************
"حان وقت الجد سأترك هذا المنزل و هذه العائلة اللعينة ، لن أبقى تحت رحمته أكثر ...... سأحاسبه و سيندم على ما فعله بي أشد الندم ......".
نزلت إليهما كانا يجلسان في الصالة كالعادة همست في نفسي : اللعنة على هذا الرجل ألا يخرج من المنزل أبداً ...... ياله من رجل ..." جلست أمامهما و قلت موجهة كلامي لأمي و تجاهلت الٱخر الذي بجانبها : لقد قررت ..
سألت : و ماذا قررتي ؟!
- سأرتاد الجامعة ، وقبل أن تقولي شيئاً سأتحمل أنا كامل المسؤولية و يأعمل من أجل نفقاتي ......
- لكن يا عزيزتي لقد تناقشنا في هذا كثيراً الجامعة بعيدة جداً ولن نستطيع تحمل مصاريفها لا أنتِ و لا نحن ......
- أعرف هذا و سأتدبر أمري و على أية حال لم ٱتي لطلب الإذن منك كنت أعلم أنك سترفضين ، لكن أردت إعلامك بقراري على الأقل ... فأنت أمي في نهاية المطاف .....
كنت أقلب نظري بينهما و عيناي تحملان كل معاني الإزدراء و الحقد ، نكزته من ذراعه و قالت : قل شيئاً يا عزيزي ، هل ستسمح لها بالذهاب ؟!
قلت بنزق : أنا لن أنتظر أن يسمح لي فهو ليس المسؤول عني ......
تجاهلتني و كأني لم أعترض أخذ يتأملني بنظراته المفترسة ثم قال بلا اهتمام : دعيها تفعل ما تشاء ، ستريحنا من مشاكلها ....
صرخت : ماذا تقول ؟ هل أصبحت أنا التي تسبب المشاكل الٱن ؟ عليك اللعنة لا تَدّعي أنك الملاك هنا ...... أنت الشيطان بحد ذاته ، شيطان على هيئة بشر ......
- ٱسيا ... ما هذا الكلام؟ متى ستتعلمين الأدب يا فتاة ؟! (صرخت أمي).
- لن أتعلم أبداً ما دام هذا الرجل موجوداً في حياتي ....
اتجهت إلى السلالم ، لكنني قلت قبل أن أصعد الدرجة الأولى : سأذهب رغم أنوفكم جميعاً ، فذلك من حقي .... و ذهبت ......
لم يسمعا منها بعد ذلك سو صوت صفع الباب بقوة .....
************************
"تركت المنزل منذ ذلك الحين التحقت بالجامعة و عملت في متجر لبيع الألبسة لأعيل نفسي ...... كانت علاقتي مع أمي سطحية طول ذلك الوقت و التواصل بيننا كل شبه معدوم ...... أنهيت دراستي بعد أربع سنوات تخرجت و حملت لقبي كمحامية بكل فخر قابلت خلال فترة دراستي الكثير من الأشخاص الطيبين الذين دعموني و أحبوني ، لكن واحداً منهم فقط استطاع تغير حياتي بدلها و جعلها نعيماً هذا الشخص هو زوجي الذي أدين له بالكثير إنه الجزء الأكبر من إنجازي هذا أشكره من كل قلبي ، عملت بجد دافعت عن كل المستضعفين و جميع من تعرض للأذى صغاراً و كباراً نساءً كانوا أو رجالاً ضحيت بكل ما أملك من قدرات و سخرتها في سبيل نصرتهم ... لم أُرد لأحد أن يتعرض لما تعرضت له من إساءات و ها أنا ذي الٱن أمامكم أقف بكل شموخ رغم كل ما تذوقته من ألم و معاناة تجرعت من كأسيهما حتى الثمالة ، لكنني لم أضعف و إذا سألتموني هل استحق الأمر ؟ سأقول أجل استحق ... لقد نهضت بنفسي بنفسي و ليعلم من حاول اهانتي فيما مضى أنه لم ينتصر و لن يستطيع تدميري أو الانقاص من عزيمتي سأبقى أقف على قدمي ما دامت السماء لم تنطبق على الأرض ..... سأظل أن النبع النابض بالحياة الحب و العطايا و أنت ستظل الشيطان الغارق فالمذلات ..... لا تستسلمي فأنت إنسان لسا بسلعة تباع و تشترى لا تدعيه يشعرك بالوهن ، لا تجعليه يقنعك بالضعف ، أنت الأقوى أنت الأفضل لقد كرمك الله و جعل لك مكانتك لا تسمحي له أن ينتقص منها ، لا تسمحي له بانتهاك حقوقك ..... تذكري دائماً عليك بالإيمان ٱمني بقدراتك و ستكونين فالقمة " ....
**********************
في مكان ٱخر في قاعة المحكمة يقف مكبل اليدين و الساقين في قفص الاتهام ينظر بالفراغ بعينين جاحظتين يضحك بهسترية بين الحين و الٱخر و هو يقول : لقد ماتت .... أنا قتلتها .. يقولون أن جنَّ أو عي الجنون ... لا تستمعوا لكلام الناس إنهم يلقون الأحكام جزافاً ستسمع قرار القاضي الٱن فهو سيصدر الحكم بحقه ،،،،،، إذا كنتم تتسٱلون عن تهمة هذا المختل فلا شئ فقط قتل زوجته ....
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات