رأيت الله

نفر من رحمة الله إلى رحمات فهو وحده قادر على حل ما افسده الآخرون في نفوسنا

دعوت الله أن يتغمدني برحمته وإن كنت غير أهل لها فهو أهلها. كاد قلبي أن يتوقف في ذلك اليوم من شدة الألم عندما نظرت إلى ضعفي الذي احتل كل خلية في جسدي وصار يتدفق في أوردتي كالدم .

مرت أيام ثقال لم احرك فيها ساكناً ، بدت كالصنم ولكن لا زلت اتنفس وأراقب العالم في صمت بكل ما يحدث فيه .قد امتلأ الإناء حتى فاض واوشك على الإنفجار فدلفت بيتي أردد لنفسى لا زال متسع من الوقت كي انجو .. لن ينساني الله لا محالة ، وحده قادر على تخفيف وطأة ذلك الألم ، توضأت لصلاة القيام واتجهت للقبلة حتى لاح شعاع من نور فوق رأسي ، تلك كانت رحمة الله التي جاءت في الوقت المناسب كضمادٍ للروح ، بكيث كثيراً حتى امتصت سجادة صلاتي كل ما كان بداخلي ودعوت الله أن يتغمدني برحمته وإن كنت غير أهل لها فهو أهلها، اتممت الحديث مع رب السماوات والأرض في تلك الليلة وكأنها اللحظات الأولى لميلاد قلب جديد . وفي توقيت مثالٍ للغاية سمعت منادٍ يقول "الله أكبر" ، توقيت يتسلله الكثير من اللطف والنور والإنصاف والسكينة ، نفر فيه من رحمة الله إلى رحمات عدة وإن كنا غير أهل لها فهو أهلها.

لذلك لا بد أن نأخذ قسطاً من الراحة مع أنفسنا ومع أرواحنا فلكل شيء مقدار وإذا امتلأ الإناء فاض لذلك كن بنفسك رحيماً وبالطفل الذي يتألم بداخلك كي تصل إلى بر الأمان في نهاية المطاف ، لا بد من أن تتعثر قدمك في البداية حتى تتقن السير إليه ولو حبواً .

فالله دائماً في قلبك ، والله دائماً في السماء ، وفي كل وقت وحين سيصلح كل شيء لامحالة .