هل تؤمن بقشة الغريق و أثر الفراشة ، هل تؤمن بأخر قطع بالدائرة ؟
أؤمن بضئالة الأشياء ، بصغر حجمها وعظمة تأثيرها ، بسحر ضعفها وبقوة وهنها ,,
أؤمن بقشة البعير ،بقشة الغريق ، بأثر الفراشة ، ونور القليل في آخر النفق .
وبحق إيماني بها تتخلل نفسي ، وبحق إيماني بها انتظرها دومًا ..
انتظر أهون الأشياء لأنجو ، و النفس الأخير لأصل ، والخطوة الأخيرة في السباق ..
انتظر الكلمات الصغيرة التي لا يُلقي لها بالًا ، فتقع في قلبي موقعًا متأصلًا ، فأتشبث بها . الأشياء الصغيرة التي تجعلنا نري الأمور و مجرايتها من فوق قليلًا ، نسبق الأحداث بخطوة للأمام .
الدائرة الناقصة في عقولنا ،التي تكتمل بقطعة صغيرة من اللغز ، بسؤال بسيط يُحير قلوبنا أيامًا و سنين وتكون الإجابة واحدة ، كلمة واحدة فقط نجري من أجلها مئات الأميال لنصل لجل معناها وعمق فهماها .
نجحت مرة بعد سعي عظيم ، فتذكرت قوله سبحانه و تعالي "و أن ليس للإنسان إلا ما سعي ": فوقع في قلبي أول معني يقع بذهن كل من يقرأ للوهلة الأولي ، نعم لقد سعيت لذلك فأنا أحصد الآن نتيجة مسعاي !
ثم حاولت مرة ثانية في أمر آخر فظللت أجاهد نفسي وتقطعت أنفاسي لأصل إلي مبتغاي و لكن لم أصل لشيء ..
فتذكرت قوله "و أن سعيه سوف يُري " فأخذتني الجلالة لأحاول مرة ثانية ، وعند المرة العاشرة لم أصل :فتسألت لماذا لما أري نتيجة مسعاي تلك المرة ؟ وجلست سنين لأفهم ..
ثم جاء أمام عيني بقية السورة الكريمة " ثم يجزاه الجزاء الأوفى " و حينها وقفت لبرهة أتأمل ..
ما الجزاء ؟ و أين موعده ؟ أهو اليوم أم غدًا ؟ ..
وتدور الأيام و الشهور و يمن الله علي فأسمع قوله " قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين " ..
فتكتمل الدائرة بهذا المعنى القرأني الجلل ّ ويكتمل يقيني بهذه القطعة الصغيرة من اللغز ..
تتسأل أنت الآن يا عزيزي ما هي القطعة من اللغز ؟ و ما هي الإجابة في تلك الآية ؟ : فأجيبك أن هنا تقع عظمة القرآن ، هنا تقع معجزته ، حيث تقع عينك ألف مرة علي نفس الأية القرأنية لكن لا تراها عين قلبك و بصيرتك سوا مرة واحدة :")
تلك الحياة برمُتها مؤقتة ، هي كظل الشجرة و نجن كالركاب نستريح بظلها قليلًا ثم نرحل ..
و الجزاء ليوفى حقه يجب أن يصبح في دار البقاء دون الرحيل ، ومن أجل ذلك نسعى ، من أجل تلك الدار ..
و إعادة برمجة عقولنا علي هذا المعني ، تصبح وجهتنا هي الله ..
فلا ننتظر النتيجة ، وإنما ننتظر وجهه ، وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض :")
حينها تكتمل الدوائر ، لأن مركزها ثابت ، لا تغيره الحوادث ولا الأقدار ، فهو رب الحوادث و الأقدار ..
هل أصبحت تؤمن بأهون الأسباب مثلي ؟ :")
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات