كلّ فعل يقدّمنا للأمام، يجب أن نضعه في قائمة الإنجازات الخاصة بنا لذلك الأهم من الوصول هو الطريق الذي قطعناه و السعي و كل ما مررنا به في هذا الطّريق.
بعضنا ينظر الى كلام الأشخاص حول التحفيز وتطوير الذات على أنه كلام مثالي ومجرد أكاذيب لا فائدة لها، وأ نه يصوّر لنا الحياة على أنها وردية فلا يحفزنا ولا يغير شيئاً في داخلنا ... ولكننا ننسى بأن كلام الله هو الأساس في تحفيزنا وصبرنا على صعوبات هذه الحياة.
يجب أن نومن بان الله تعالى جعل في كلّ شخص ما يميزه ، ولم يخلقنا عبثاً ، ولكنه يطلب منا التوكّل عليه والسعي والصّبر والإيمان بأن كل ما سيحصل لنا هو نتيجة التوكل الصادق عليه حتى لو كان عكس ما نتمنى. قال تعالى : {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا} .
ثقتك بالله و بنفسك وإيمانك بقدراتك وتقديرك لذاتك هو بداية النجاح ، وفقدانك لهذه الأمور يعني تأخر نجاحك او ربما عدم تحقيقه .
لا أقصد بالنجاح الوصول لأعلى المراتب، أو أن يشهد لك أفراد المجتمع بأنك شخص ناجح او أن يضعوك في قائمة الأشخاص الذين حققوا انجازات بحسب نظرتهم الخاصة للنجاح!
أنا اؤمن بأن كل عمل جديد صحيح يفعله الانسان و يضيف لحياته شيئاً جديداً يعد من الانجازات مهما كان صغيراً أو غير مهماً في نظر الآخرين ، وهذا ما أقصده بالنجاح .
التجارب الجديدة،والقيام بالمهام اليومية بأكملها، والخوض في علاقات جديدة، والالتزام بالرياضة او الغذاء الصحي، وتغيير بعض العادات السيئة، و السيطرة على انفعالاتنا، وكل خطوة تقدّم الشخص للأمام تعد إنجازاً يجب أن يحفز الشخص للاستمرار والتقدم.
مشكلتنا الأساسية هي أننا نركّز على نقطة الوصول فقط وإن لم نصل لها أو نحقق ما نريد نحكم على أنفسنا بالفشل ، وننسى أن الأهم من الوصول هو طريق السعي الذي كان مليئاً بالمشاعر والأفعال المختلفة ..لنفرض أنك وصلت إلى نصف الطريق ولسببٍ ما لم تستطيع إكماله ، هل يعني أن جهدك كان عبثاً ، سهرك لأوقاتٍ طويلة،و تعبك المستمر،والعمل المتواصل ، والتقدم الى الأمام و الصبر على كل هذه الأمور هل يمكنك القول بأن هذا كله بلا جدوى ، هل يمكنك ان تعده فشلاً بالتأكيد لا ، ولكن لو كان كل تركيزك على نقطة الوصول فقط ستجده هكذا ،
ضع كل عمل صغير تفعله وكل شيء جديد يقدمك للامام في قائمة انجازاتك الخاصة ، لا تقارن نفسك بالآخرين ، ولا تنتظر أن يصفّق لك الجميع ، ولا تسمح لغيرك ان يحكم عليك بالنجاح او الفشل،او أن ينظر لأفعالك ويسأل بكل سخرية أين الإنجاز! ولا تقارن نفسك بالآخرين ، ولا تقارن انجازاتك بانجازاتهم حتى لا تشعر بالإحباط او اليأس وان كل ما تقوم به لا فائدة منه لمجرد انه أقل منهم ، إذا بقيت تنظر لأفعالك على أنها صغيرة وبلا فائدة لن تتقدم، عندما تشعر بالرضى بعد انجاز المهام الصغيرة ستبذل جهداً أكبر و ستتحول إلى أفعال كبيرة إلى أن تصل للنجاح الذي تتمناه وكل عمل جديد نفعله في حياتنا يعلمنا شيئاً جديداً ربّما في الوقت الحالي أو في المستقبل سندرك أهميته ولا شيء يمر في حياتنا عبث.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
قام المخترع المشهور توماس أدسون بألف محاولة فاشلة قبل أن يخترع المصباح الكهربائي....