وصف التدوينة: أنّ على الإنسان السعي دائماً للوصول إلى كل ما يطمح له.



لا بُدَّ أنك جالسٌ الآن تتصفّحُ الإنترنت، تبحث بين وسائلِ التواصل الاجتماعيّ عمّا يُسلّيك ويَملأ وقت فراغِك الذي لا تدري ما الذي قد تفعله فيه، خصوصاً بعد فرض الحجر الصحيّ الذي يُلزمك البقاءَ في منزلك، هذا الوقت بالتحديد أنت لا تدري ما الذي عليك فعله، هل تقوم بمشاهدة مسلسلك المُفضّل أم تأخذ قيلولةً لتريح فيها جسدك من الملل الذي يأكلك؟ أم تقوم بإنجاز فروضك المنزلية أو المدرسيّة أو الجامعيّة ثم تعود بعدها لروتينك اليوميّ من قضاء جُلّ الوقت أمام شاشة الهاتف أو شاشة التلفاز؟


دعني عزيزي القارئ أطرحُ عليك سؤالين مهمّين:متى كانت آخرَ فترةٍ فكرّت فيها بنفسك وبمستقبلك؟ متى كانت آخرَ مرّة فكرت فيها بحلمك وموهبتك التي تريد تسخيرَها للوصول إلى هدفك؟


أنا هنا لا ألومك، إنّما أطرح عليكَ سؤالَين مُهمّين لتُعيد التفكيرَ بوقتك، فنحن كَجيلٍ لا يستطيع أحد لَومنا بسبب أننا نعيش فترة شبابنا في زمن السهولة واليُسر، في زمنٍ يمكن الحصول على كل شيءٍ في كبسة زر، الأمر الذي أدّى إلى استحبابِ وتفضيلِ البساطةِ واستصعابِ كل أمرٍ يحتاج إلى جهد مهما كان بسيطاً، رغم أنَّ علينا أن نلومَ أنفسنا لإنه لو قمنا باستغلال الوسائل المتاحة بين أيدينا فنحن سنقوم بإنجازٍ عظيم.


علينا استيعابُ أمرٍ ما، أنّنا إن لم نتعب ولم نبحث عمّا يميزنا عن غيرنا فإننا سنعيش حياةً عاديّةً لا تتجاوز مخيّلتنا ومنطقةَ راحتنا وسنبقى بأماكننا نندُب حظوظنا التعيسة.

لا بُدَّ أنك تتساءل الآن: "إذاً ما الذي عليّ فعله؟"الأمر بسيط، كل ما عليك فعله هو أن تبحثَ بداخلك عن موهبةٍ ما، جوهَرِك الذي يميّزك، لا بُدَّ أنّ هنالك شيءٌ تتمتع به فلم يخلُقك الله عبثاً، إنّما خلقك لهدفٍ ولسبب، فابحث عمّا تحبُّ وقم بتطوير نفسك. ما الذي تنتظره؟


سأعطيك مثالاً كي تثق بما أخبِركَ به ولتُصدّق أنني لا أقوم بمجرد صفِّ مجموعةٍ من الكلمات بجانب بعضها. عندما بدأتُ بالكتابة، كانت كتاباتي تقتصر على الخواطر والنصوص القصيرة، أعرضها على أهلي وأصدقائي، لم أكن أملك الجُرأةَ لأنشرَ ما أكتبهُ على العَلن حتى تعرّفت يوماً ما على مشروعٍ يُدعى مشروع "أصبوحة 180" مشروعٌ يهتم بالقراءة والتحفيز عليها والاستفادة من كلّ ما يتم قراءته، يقوم عليه نُخبة من الأشخاص الذين بعلمهم وذكائهم تنهض أمّتُنا، تعرّفت من خلاله على أشخاصٍ أصبحوا أصدقاءَ لي لاحقاً، والتزمت بالقراءة من خلاله وشاركتُ بدورةٍ قاموا بطرحها تساعدُ على تعلّم كيفية كتابة المقال، ومن هنا كانت انطلاقَتي في عالم كتابة المقالات.

لم أتخيّل يوماً بأني قادرةٌ على كتابة مقالٍ بهذا الطول ولا أنني سأقوم بإيجاد دورةٍ مجانيةٍ من خلال وسائل التواصل الاجتماعي تساعدني على الوصول إلى ما وصلت له اليوم.

دخلت عالمَ الكتابة وبدأت بالبحث والتعلّم، ومحاولةِ فَهم الناس لأعرف ما الذي يجذبهم وما الذي قد يدعو شخص غير مهتم بالقراءة لقراءة مقالي. مجرّد بحث صغير وشجاعة بسيطة ساعدتني لأستطيع النشر والوصل لما أنا عليه اليوم.

تستطيع قياسَ ما ذكرته سابقاً على نفسك، إن كنتَ تُحبّ الرسمَ أو التصويرَ أو الكتابةَ أو غيره؛ قم بالبحث و التطوير من نفسك، الإنترنت مليءٌ بالأمور المفيدة التي قد تقودك إلى حلمك، والأمر الذي قد يشجعك أكثر فأكثر أنّ هناكَ العديدُ من الأمور المجانية التي تفيدك على الصّعيد الشخصي.


نحن كشباب وقودٌ لهذه الأمة، إن لم نسعى لتطوير أنفسِنا للنّهوض بأمّتنا، من سيقوم بفعل ذلك؟ الوقت ليسَ متأخّراً فليس هنالك ما قد يحدد موعد إنجازك، مهما كانت الظروف فلا تقُم بإلقاء اللّوم عليها، بل قم بلوم نفسك لأنّك لم تسعَ لأن تكونَ متميّزاً وفضلّتَ الراحةَ على كسرِ العوائقِ والوصولِ لطموحك.


تذكّر قولَه سبحانهُ وتعالى: "وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى".

ولا تنسَ قولَ رسولِ الله صلّى الله عليه وسلم:“لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ “.




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

جميل سلام، استمري وبالتوفيق🌹

تدوينات من تصنيف تعليم

تدوينات ذات صلة