"المعلم هو الشخص الذي يجعلك لا تحتاج إليه تدريجيا" توماس كاروترس

المعلمون يواجهون تحدي كبير


يشعر المعلمون اليوم بنوع من القلق كونهم يتعرضون لضغط تحضير الدروس للطلاب والمتزامن مع تعاملهم مع أنظمة تكنولوجية والتي قد تكون هذه المرة الأولى التي يتعاملون معها. ومع هذا، فقد كان المعلمون هم الملجأ لأبنائنا بالرغم من مخاوفهم، حيث ظهر العديد من المعلمين ليوفروا الدعم للطلاب ويجعلوهم يشعرون بالمتابعة والاستقرار.


يقوم المعلم بممارسة نشاط شخصي رائع داخل الصفوف من خلال التعليم المباشر للطلاب، ويقوم الان ببذل قصارى جهده لاستبدال هذا النشاط بواجهة تعلم الكترونية والذي يؤدي بدوره الى الشعور بالعجز في بعض الأحيان؛ لأنه ببساطة لا يمكنه استبدال جميع ادواته القديمة والعفوية والغنية بالمعرفة والمبنية على المواقف الى لوحة الكترونية يتابعها الطلاب من منازلهم.


نصائح للمعلمين اثناء التحول الى التعلم عن البعد


  • السماح للطلاب بأنشاء المحتوى الأصلي للدرس (الانخراط في العمل الإبداعي عبر الانترنت): على المعلم مساعدة الطلاب على اكتساب المعرفة من خلال البحث واستغلال الموارد المتوفرة مسبقاً على الانترنت من خلال؛ قراءة المقالات ومشاهدة مقاطع فيديو او حضور المحاضرات ضمن نفس موضوع الدرس، ثم يقوم المعلم بمناقشة المعلومات مع الطلاب من خلال التواصل معهم عن بعد. كما يقوم لمعلم بالسماح للطلاب بعد ذلك بكتابة مدونة صغير يلخص فيها ما تم استيعابه حيث انها ستشكل فرصة كبيرة لممارسة الكتابة وتعلم قواعدها.


  • القيام بتشكيل فرق عمل عبر الإنترنت: ويتم تشكيلها من قبل المعلم (حسب قدرات الطلبة) بهدف ان يكتسب كل طالب من خبرات وقدرات الطلاب الاخرين في الفريق الواحد وتنمية لروح التعاون حتى وان لم يكن الطلاب ضمن نفس المساحة المادية. يشارك الطلاب في أبحاث مشتركة ثم يجتمعون معا لإنشاء شيء جديد، وقد يتعاونوا من خلال العمل على مشاريع مستقلة وبعدها يتم مشاركة نتائج تعلمهم مع الفرق الاخرى.


  • تمكين الطلاب عبر بيئة الانترنت: والمقصود هو نقل الطالب من مرحلة الحفظ الى مرحلة الفهم والتحليل والتفكير والاستنتاج، التحول من مرحلة إعطاء المعلومة الى مرحلة الهام الطالب، مرحلة "يجب ان تتعلم" الى مرحلة "ماذا تحب ان تتعلم"، مرحلة طرح الأسئلة من الطلاب على المعلم بدلا من طرح المعلم الأسئلة على الطلاب، قد تكون هذه المرحلة مليئة بالأخطاء والتجارب الفاشلة لكنها ستؤدي في النهاية الى الوصول والنجاح، هذا الاستهلاك الملهم للمعلم يؤدي الى ابداع الطلاب. وعلى المعلم تزويد الطلاب بشكل مستمر بالموارد والأدوات التعليمية والمراجع التي تساعد الطلاب عبر الانترنت لكل درس يتم تقديمه.


  • المزج بين أدوات التعليم التقليدية والالكترونية: عندما نفكر في التدريس عبر الإنترنت، فإننا نميل إلى تخيل طالب يعمل على الكمبيوتر. مع ذلك، فأن الأدوات التقليدية تعتبر أحد اهم الوسائل في التعلم مثل استخدام أقلام الرصاص والورق والكرتون وغيرها من ادوات. يحدث الابتكار عندما نستخدم الأفكار والأدوات القديمة للوصول لحاضر أفضل، يجب على المعلم ان يفكر في الأمر على أنه مزيج وليس رفض للأدوات أو الأفكار الجديدة، وإنه تذكير بأن أفضل طريقة للمضي قدماً في بعض الأحيان هي النظر للخلف.


  • على المعلم ان يكون حاضراً ومتاحاً كمدرس: التعلم عن بعد لا يعني أنه يجب على المعلم أن يكون بعيداً، بل ان يتعمد المعلم خلق إحساس بالوجود مع الطلاب، من خلال:


  1. ان يقوم المعلم بالاجتماع من الطلاب عبر الانترنت في بداية الاسبوع، حيث يقوم بشرح الية العمل على الدرس وتحديد المواعيد النهائية لتسليم المشاريع.
  2. جدولة اجتماعات لفرق العمل من اجل معاينة ومتابعة ما يقوم الطلاب بعمله.
  3. عمل مجموعة على الواتساب للمحادثات السريعة المعنية بالمشروع والرد على الأسئلة والتعليقات.


في النهاية لا توجد طريقة واحدة للقيام بالتدريس عبر الإنترنت، إنها تجربة وتختلف حسب المواضيع والطلاب. سوف يرتكب المعلم الكثير من الأخطاء ولكن الجمال يكون في التعلم من تلك الأخطاء وعدم تكرارها، وهذا هو الطريق الوحيد لإنشاء جيل مفكر ومبدع ومحلل للمشاكل.





ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات صالح الكردي

تدوينات ذات صلة