"إمضي قدما في حياتك وان كنت تشعر بالتعاسة، فلقد حان الوقت لفعل شيء جديد"

ما هي أزمة ربع العمر؟


مصطلح يطلق على الفترة من العمر تحدث فيها تغييرات جذرية في حياة الشخص (تتراوح عادة بين 20 و 35 عام). حيث يدخل الشخص في حالة دوامة من المشاعر السلبية مثل: انعدام الأمن والشك وخيبة الأمل حول الحياة المهنية والعلاقات الاجتماعية والوضع المالي. أول من استخدم مصطلح "أزمة ربع العمر" لوصف حالة القلق هذه ألكسندرا روبينز وآبي ويلنر، مؤلفا كتاب «Quarterlife Crisis». بمعنى اخر، كان الناس يفكرون في انه يجب عليهم ينجزوا شيئا ما عندما يصلون لسن الخامسة والأربعين (ازمة منتصف العمر)، أما الآن فإنهم يفكرون بنفس الطريقة في سن الخامسة والعشرين.


ما هي العلامات التي تؤكد الاصابة بـأزمة ربع العمر، وما هي الحلول الممكنة؟


علامات تؤكد الاصابة بـأزمة ربع العمر!


  • تستهلك الكثير من وقتك في مقارنة نفسك بأصدقائك، من خلال متابعتهم بالعديد من الوسائل مثل: حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيس بوك»، والنظر إليهم على أنهم أكثر نجاحا منك، وأن هناك فارقا زمنيا كبيرا بينك وبينهم.


  • تمر عليك أيام الإجازة دون أن تفعل فيها شيئا مثيرا للاهتمام، وفي نفس الوقت يذهب أصدقاؤك لزيارة أماكن جديدة، أو ممارسة أنشطة لكسر الروتين.


  • تطاردك معظم الوقت أحلام يقظة تصور لك الحياة التي كنت تطمح أن تعيشها اليوم، والمختلفة بشكل كبير في تفاصيلها عن حياتك الحالية.


  • لا تشعر بالسعادة رغم كل إنجازاتك، وتعتقد إن الكثير منها لم يكن تأثيره متناسبا مع توقعاتك، وأن الأهداف التي وضعتها عندما حققتها اكتشفت أنها لا تستحق المجهود الذي بذلته من أجلها.


  • تشعر بالحنين إلى أيام المدرسة والجامعة الدائم والمتكرر بشكل غير طبيعي؛ وذلك لنمط الحياة البسيطة الخالي من التعقيدات الذي كنت تعيشه في هذه المرحلة من حياتك.ترعبك فكرة وضع ميزانية المالية، وتشعر معظم الوقت بالخوف من أن ينفد مالك.يسيطر عليك طول الوقت إحساس بالخوف من الفشل، وعلى عكس ما كنت تفعله في فترة الدراسة الجامعية من تغيير للتخصصات وتجربة أشياء جديدة، فأنت اليوم يصيبك الذعر لمجرد التفكير في تغيير مسارك المهني، وتعتبر أن ذلك يعني أخذ حياتك إلى مسار سيئ بطريقة لا يمكن تعويضها (comfort zone).


  • أصبحت الوحدة نمط الحياة الجذاب بالنسبة إليك، وتحولت فكرة الخروج بصحبة أصدقائك إلى أمر ممل، وكثيرا ما تشعر بالغربة أثناء وجودك معهم.


ما هي الحلول الممكنة؟


لطبع لن يحدث التغيير للأفضل بشكل مفاجئ، لانه سيأخذ منك الكثير من التخطيط، الوقت والجهد، حتى تنجح في النهاية أن تتجاوز أزمة «ربع العمر» ، ولكن هناك بعض الإرشادات التي ستوفر عليك عناء الدخول في الكثير من التجارب الخاطئة، مثل:


  • احرص على أن تحيط نفسك بأشخاص يدعمونك، ويؤمنون بك وبأحلامك، فهذا سيخفف عنك الكثير من مصاعب الحياة.


  • التحلي بالارادة العالية لإعادة بناء حياتك من جديد، وتشكيل شخصيتك الحقيقية، ففي المراحل التعليمية المختلفة تتكون شخصيتك نتاج البيئة المحيطة أو تأثير الآخرين؛ مما ينتج في كثير من الأحيان شخصية مزيفة ترهقك (كن انت وما تريد وليس كما يريد المحيط).


  • لا تعبأ بالأفكار القديمة عن مرحلتك السنية وما يجب عليك إنجازه فيها، ولا تهتم بما يحيط بك من ضغوط مثل أن يقول لك والدك أنه تزوج عندما كان عمره 22 عاما، فالمهم أن تحدد أهدافك الخاصة، وتضع التزاماتك المنسجمة معها.


  • قم بالبحث عن شغفك، فالكثير من الشباب يقعون في «أزمة ربع العمر» لأنهم يتعاملون مع الوظيفة الأولى لهم بعد التخرج من الجامعة على أنها وظيفة العمر، والتي إن تركوها فلن يجدوا بديلا، ولكن هذا غالبا ما يكون خاطئا، وهنا يكون الحل الوسط أن تأخذ إجازة من العمل، أو أن تستغل إجازة نهاية الأسبوع، وتقوم بإجراء بعض الاختبارات والتجارب التي تستطيع من خلالها الوصول للوظيفة التي تلبي شغفك.


في دراسة أجرتها الدكتورة دونا داوسون المتخصصة في علم النفس السلوكي، وجدت أن ما يقرب ثلاثة أرباع الشباب البريطانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 26 و30 عاما يعانون من «أزمة ربع العمر» ويشعرون بعدم الرضا عن حياتهم.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات صالح الكردي

تدوينات ذات صلة