هل يلتقي العمر والسن في نقطة واحدة ؟ فالسن هو مقياس الزمن بينما العمر حكاية تكتب على صفحات الأيام

في أعماقِ الزمنِ، حيثُ تتلاشى حدودُ الأيامِ، نلتقي بفرقٍ عميقٍ بين "السن" و"العمر". السنُّ هو رقمٌ ينمو على صفحاتِ التقويمِ، يروي قصةَ مرورِ الزمنِ ببرودٍ وحيادٍ، كأنَّه إشارةٌ تُظهر كم مرَّ من الوقتِ. إنَّه لحنٌ ثابتٌ يتكرر، لا يعبر عن التغييرِ فينا، بل يشير إلى مقدارِ الوقتِ الذي قضيناه على هذه الأرضِ.

أما العمر، فهو نهرٌ يتدفقُ في أوديةِ القلوبِ، يحملُ في مياههِ ألوانَ تجاربنا ومشاعرنا. العمرُ ليس مجردَ رقمٍ، بل هو روايةُ كلِّ لحظةٍ عشناها، كلِّ دربٍ خطيناه، وكلِّ تجربةٍ غمرتنا بعمقها. إنَّه لوحةٌ مرسومةٌ بألوانِ الفرحِ والحزنِ، النموِّ والتعلمِ، التي تتداخلُ لتخلقَ صورةً حقيقيةً عن من نحن.

بينما السِّنُّ يمكن أن يشيخ كرقمٍ جامد، فإنَّ العُمُرَ ينمو كروحٍ نابضةٍ بالحياة. هو سجلٌ مفتوحٌ للقصص التي نرويها لأنفسنا وللآخرين، وتحفةٌ فنيَّةٌ تتشكَّل من لحظات حياتنا العميقة. العُمُرُ هو الذي يمنح كلَّ عامٍ نضيفه إلى حياتنا معنىً جديداً، ملوناً بالتجارب والمشاعر، ليكشف عن تاريخٍ شخصيٍّ فريدٍ لا يمكن اختزاله في مجرَّد أرقام.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات رحلة حياة -ساجدة بني عيسى

تدوينات ذات صلة