قلّة من لديهم حالة العطاس الضّوئي وقلّة أيضًا من هم على دراية بذلك ، فهل أنتَ منهم ؟

تسمى هذه الحالة بالعطاس الضوئي أو عطاس ضوئي المنشأ وبالإنجليزية (photic sneeze reflex or sun sneeze) وتسمّى أيضا بمتلازمة ACHOO وهي اختصار لـ Autosomal Dominant Compelling Helioophthalmic outburst.

بالعادة يحدث العطاس نتيجة الإصابة بعدوى ما أو استنشاق ذرات الغبار أو مواد مهيّجة وغيرها لكن في هذه الحالة يكون نتيجة التعرض لضوء الشّمس أو حتى ضوء اصطناعي من مختلف الأجهزة. قليلة هي الدراسات التي تناولت هذه الحالة لكنّ تلك التي اهتمّت بها خَلصَت إلى أنّ هذه الحالة نادرة وتكون لدى واحد من بين أربعة أشخاص. إذ يتم تحفيز العطاس لدى الشّخص عند التعرض لضوء مفاجئ مثل ضوء الشمس أو ضوء من الأجهزة الطبية مثل ophthalmoscope أو حتى الأشعة فوق البنفسجية.

في دراسة سويدية تناولت عينات دم لعدد من المتبرعين وجدت حالة العطاس الضوئي عند ما نسبة ٢٤% من عدد العينات الكلّي. كما لوحظ العطاس الضوئي عند الأطفال ليُعتقد أنه أحد العوامل الخَلقية ساهمت في تكوّن هذه الحالة. من خلال الدّراسات تبيّن أن هذه الحالة تكون بنسبة أعلى لدى الأشخاص الذين بعائلاتهم أفراد لديهم عطاس ضوئي وبالتالي اقتُرِح أنه وراثي بالنمط السائد (Autosomal Dominant). على الرغم من أنّها تعتبر حالة غير مؤذية لكن هناك بعض الفرضيات التي تعتقد أنها عامل قد يسبب الصّمم (deafness) أو نزف في المخ (cerebral hemorrhage) وغيرها. كما ويُعتقد أنّها حالة قد تؤثر على الأشخاص بمِهن معيّنة مثل الطّيارين أو سائقي التاكسي في حالة دخول الأنفاق والخروج منها.

هناك العديد من الفرضيات حول أسباب هذه الحالة، واحدة منها تنص على أن التحفيز الناتج عن الضوء للأعصاب البصرية ينتج عنه تحفيز (cross –activation) لجزء من العصب ثلاثي التوائم (cross – activation of the efferent maxillary branch of the Trigeminal nerve).



وفي فرضية أخرى تركز على دور الجهاز العصبي نظير الودّي (Parasympathetic nervous system)في هذه الحالة، إذ تقترح أن الأشخاص الذين لديهم عطاس ضوئي ( photo sneezers ) يكون لديهم الجهاز العصبي نظير الودّي حسّاس أكثر من غيرهم خاصّة في الأغشية المخاطية للأنف ( nasal mucosa ) .

في دراسة عملية نشرت بسنة ٢٠١٠ ضمّت عشر أشخاص لديهم عطاس ضوئي ( photo sneezers ) ، هؤلاء العشرة تشاركوا تجربة العطاس عند النظر لضوء الشمس أو ضوء المصابيح المختلفة . تمّت مقابلتهم للإجابة على استبيان يضم مختلف الجوانب حول الحالة مثل: (التكرار، الشّدة، الوقت من اليوم، الموسم، المحفّز، التاريخ العائلي وغيرها)

(٤٣.١ -٧٠.٧)% من هؤلاء أفادوا بأن العطاس يحدث عند النظر إلى محفّز يزيد من المخاط (errhine stimuli). معظم الأشخاص في الدّراسة أفادوا تكرر الحالة بشكل أساسي في الصّيف، شخص واحد في الخريف وآخر في الشتاء، لكن جميعهم أفادوا أن العطاس يحدث بعد تعرض أعينهم بشكل مباشر لضوء الشمس، والبعض منهم يعطس عند التعرض لضوء اصطناعي.

الجزء العملي من الدراسة تضمن قسمين:

الأول: دراسة الردود العصبية لدى الأشخاص الذين لديهم عطاس ضوئي ومقارنتها مع غيرهم عند تعريض المجموعتين لمحفزات بصرية، هذه المحفزات كانت عبارة عن عرض checkerboard مثل لوحة الشطرنج بـ ١٦ مربّع أبيض و١٦ مربع أسود ونقطة حمراء مثبتة في منتصف اللوحة. كل ٤٠٠ ملي ثانية يتم تبديل أماكن المربعات بحيث المربعات البيضاء تصبح سوداء والسوداء بيضاء مع بقاء النقطة الحمراء. التجربة ككل كانت لمدة ٦٠ ثانية وكان المطلوب من الأشخاص التركيز على النقطة الحمراء.

أما القسم الثاني : كان يتضمن تعريض المجموعتين لوميض ضوء (Flashing light ) .

وخلال القسمين من التجربة تم تسجيل التغيرات العصبية لدى الأشخاص عن طريق ما يسمى ( EEG-electro -encephalogram ) .

وجد تحفيز ملحوظ بالقشرة البصرية (visual cortex) عند التعرض للمحفز البصري في القسم الأول من التجربة لدى الأشخاص الذين لديهم عطاس ضوئي (photic sneezers) مقارنة بالأشخاص العاديين (control subjects). بالإضافة إلى إحساس قوي بالوخز (strong prickling sensation) بالأنف لدى الأشخاص الذين لديهم عطاس ضوئي.

وهنا صور تعرض نتائج الـ EEG للمجموعتين في التجربتين .







من المثير للاهتمام حول هذه الحالة أنّ نسبة تواجد هذه الحالة لدى الذّكور البِيض (white males) أعلى من الإناث البِيض (white females) حسب دراسة نشرت عام ١٩٩٠.

الخلاصة هي أن حالة العطاس الضوئي موجودة وهي شيءٌ نادرٌ ومثير للاهتمام بنفس الوقت لكن السبب وفسيولوجية هذه الحالة بالضبط لا يزال غير واضح حتى الآن. لكن بشكل عام إذا كانت لديك هذه الحالة فأنت مميز ومن الأشخاص النّادرين.


المصادر :

https://journals.plos.org/plosone/article?id=10.1371/journal.pone.0009208

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2429753/?page=1


ساجدة

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

جزيل الشّكر للطفكِ وتقديركِ هبة♥️

تدوينات من تصنيف صحة

تدوينات ذات صلة