شرح عن أحدث اتجاهات الوعي الصحي الغذائي في عام 2022

الصحة هي حالة من الانسجام الكامل للجسم مع العقل والروح؛ هذه الأرضية التي بنيت عليها اتجاهات الوعي الصحي الغذائي في 2022.


يبدو أن عام 2021 قد ذهب وأخذ معه ثقافة التركيز على الجسد، وبدأنا الآن عصر الاهتمام بالروح، إنها ثقافة الانفتاح على كل ما يجعل أرواحنا أخف وأجمل.


أحدث اتجاهات الوعي الصحي الغذائي لهذا العام:


1- الجمال يكمن في الأعماق:

ربما جميعنا نفكر ونبحث عن كل ما يجعل مظهرنا براقاً، لا يهمنا ما يختبئ وراء هذا المظهر، لا يهمنا ما تخفيه أجسادنا في أعماقها، فالمهم هو ما نراه في المرآة، وما يراه الآخرون جميل بنا ويعجبون به.

لقد بذلنا جهداً لا بأس به لنزيد من تقبلنا وقبولنا لأشكالنا وألواننا والطريقة التي نظهر بها؛ لكن لا بد لنا الآن من تحويل بوصلة اهتمامنا إلى داخلنا؛ إلى الأعماق.

لم يعد مهماً الآن ما هو وزنك، لون عينيك، مقاس ملابسك التي ترتديها، مقابل أنك تهتم بما يجعلك تعيش حياة ذات جودة صحية أكثر، أن تفعّل مفهوم العافية في حياتك، أن تعيش لتكون سعيداً بقدرتك على التفاعل مع مجريات الحياة من حولك، وتكبر محافظاً على نشاطك، أن يكمن جمالك في داخلك، فلا تشيخُ أبداً.

يمكننا الحفاظ على صحة جيدة في أي عمر كنا وذلك عن طريق تقليل الالتهاب في أجسامنا، ودعم التوازن الصحي لسكر الدم، وتقليل توليد الجذور الحرة، وتعزيز المرونة المناعية، فهؤلاء مجتمعين يشكلون الحجر الرئيسي للصحة، والذي غالبًا ما يتم تجاهله.


كما يمكننا دعم معرفتنا وبناء استراتيجية الرعاية الصحية للطفل للتركيز على سلامة الأطفال جسدياً ونفسياً.


2- صحة جسدك تعكس صحة أمعائك:

إن دعم الميكروبيوم أصبح الآن أساساً في دعم صحتك، حيث ترتبط صحة الميكروبيوم بأمعائك فهي عبارة عن ميكروبات مفيدة للجسم تعمل على تحفيز جهاز المناعة للمساعدة في تكسير المركبات الغذائية السامة المحتملة.


ولتعزيز صحة الأمعاء علينا أن نتوجه أكثر إلى استهلاك الأغذية المخمرة الغنية بالبروبيوتيك والبريبيوتك كالألبان والمخللات القليلة بالملح والثوم وغيرها.

3- الحفاظ على الأمن الغذائي:

واحد من أهم أهداف التنمية المستدامة هو الأمن الغذائي، لذلك سنرى توجهاً عالمياً كبيراً تجاه الحفاظ على الغذاء، والتقليل من مخلفاته.


علاوة على ذلك، فإن هذا الهدف يتجه نحو التقليل من هدر مخلفات الطعام أيضاً، والتي تكمن في التقليل من منتجات التعبئة والتغليف.


وهذا ما سيجعل المصانع ومنتجي الأغذية يفكرون بإيجاد طرق لاستخدام كميات أقل من البلاستيك بشكل خاص والمنتجات التي تزيد معدل النفايات والتلوث في العالم.

4- مكملات السوبر فوود:

بدأنا منذ العام الفائت نشاهد إعلانات لكثير من مكملات السوبر فود، لكن ربما سنبدأ باعتماد هذه المكملات كمكون رئيسي في تغذيتنا وإضافة أساسية لوجباتنا اليومية.


السوبر فوود هي مركبات غذائية ذات فعالية عالية بمحاربة الالتهاب والمرض والسموم داخل الجسم، مثل (الأفوكادو، بذور الشيا، الحمضيات، التوتيات، المكسرات النيئة، الزيوت الطبيعية، الشوفان، ومستخلصات الأعشاب الطبيعية كالكركم والزنجبيل وغيرها…)

5- الغذاء للدماغ:

يجب أن نكون خلال الفترة القادمة أكثر تركيزًا على العلاقة بين صحتنا النفسية والنظام الغذائي اليومي لدينا.

إن هذا الأمر مرتبط بشكل وثيق بالوعي المتزايد حول الصحة العقلية والرعاية الذاتية، الذي حدث بالتزامن مع الوباء. فكلما وجهنا تركيزنا نحو الحالة النفسية المسيطرة على مزاجنا اليومي، وأسلوب تغذيتنا؛ كلما كانت صحتنا أفضل.

ومما لا شك فيه، أن تخفيف التوتر واعتماد نمط حياة صحي بشكل عام سيخفف الإرهاق ويدعم صحة أدمغتنا بشكل إيجابي.

6- الطبيعة مصنع الغذاء:

تأسيساَ على كل ما تم ذكره، فإن زيادة استهلاكنا لمنتجات الطبيعة العضوية، سيزيد بشكل أكيد من مستوى عافيتنا.


ويكون ذلك باعتمادنا على أخذ حاجاتنا من المغذيات من المكسرات والخضار والفواكه ومنتجات الألبان والمأكولات البحرية الطازجة، والابتعاد عن كل ما هو مُصنّع ومُعلّب.

7- المتعة والتغذية الحدسية:

يأخذنا هذا الاتجاه إلى عالم المتعة، أن نأكل لنستمتع، نأكل وجباتنا بكل حواسنا، أن نتذوّق المغذيات في كل لقمة.


ساندوتش برغر صحية لذيذة مدورة؛ تكفي أن تمنحنا متعة اللحظة مع كنز من الفوائد الصحية.


لا يفوتنا أيضاً معرفة أن هذا الاتجاه يلغي ثقافة الدايت وأرقام الميزان ومقاسات الملابس.


فما يركز عليه بشكل أساسي هو حبنا لذاتنا الذي سيجعلنا بالتأكيد نركز على كل ما يمنحها الصحة والسعادة.

8- بطارية المناعة:

من الضروري الإضاءة في هذا الجانب إلى المرونة المناعية وتدريب جهاز المناعة ليكون دائماً في أفضل أداء لديه.


دعونا نتخيل معاً الآن؛ أن كوب من فيتامين C يتشكل في عصير برتقال سيسعد ضيوفنا أكثر من كوب الشاي ذو السكر الأبيض، وأن طبق من الحساء المليء بألوان الخضار الطازجة سيرضي ضمائرهم أكثر من تقديم البيتزا لهم كوجبة سهرة مسائية.

أثرت فترة الوباء بشكل كبير على اختياراتنا الغذائية، وما علينا فعله في هذا الوقت هو زيادة مناعتنا طبيعياً، وبناء درع حماية صحي يحمينا ويحمي المقربين منا من الإصابة بالأمراض.

9- صيانة التمثيل الغذائي:

أكدت الدراسات الحديثة أن التمثيل الغذائي لا يقل مع بداية الثلاثينيات، بل مع تحقيق معادلة الحياة الصحية يمكن للتمثيل الغذائي ألا ينخفض لما بعد السبعينيات من العمر حتى.


هذا يعني أن الحفاظ على ممارسات تزيد من كتلة العضلات وتدعم صحة الميتوكوندريا، سيكون لصالحنا بشكل أكيد.


زيادة على ذلك، سيكون هناك تحول في اتجاهات اللياقة نحو تمارين تعزيز الصحة مثل اليوغا وتمارين القوة والمشي، وستظل تمارين تحسين الحالة المزاجية هي الأفضل.


10- العافية أساسية، ولكن "أون لاين":

خلال فترة كورونا أصبحت إدارة الرعاية الصحية أكثر سهولة وقرباً، من العلاج إلى اللياقة وأكثر من ذلك..


حيث أصبحت الاستشارات الغذائية والتدريب الصحي متوفر للجميع في كل منزل، ماعليهم سوى الدخول إلى حواسيبهم والبحث عن اختصاصي تغذية أو كوتش رياضة أو طبيب أو حتى لايف كوتش، معتمد بشكل موثوق، وسؤاله عما يشغل بالهم، أو الاشتراك لديه ببرنامج داعم لصحتهم.


وقد يعتمد البعض على اتباع دورات تدريبية لزيادة خبرتهم التغذوية.


يظن أغلب الباحثين، أن هذا النوع من التدريبات والاستشارات باقي ما دامت الوسائل الالكترونية موجودة، ولن ينتهي حتى بعد انتهاء الجائحة.



ختاماً،

ما الذي سيتغير في الطريقة التي نغذي بها أجسادنا على مدار الـ 12 شهرًا القادمة؟

كيف سنستطيع زيادة وعينا تجاه أجسادنا؟

كيف سنتمكن من جعل هذه الاتجاهات التغذوية الجديدة ذات استدامة وفعالية؟





عهد غزال

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تدوينات من تصنيف صحة

تدوينات ذات صلة