يوضح لنا المقال ما هي حمية الكيتو, آلية عملها, ايجابياتها و سلبياتها

سمعنا كثيرا عن حمية الكيتو. و لكن, ما هي هذه الحمية؟ و ما آلية عملها؟ و على ماذا تعتمد للحصول على النتائج المرجوة؟

في البداية, حمية الكيتو (Ketogenic Diet) تم استحداثها لتخفيف حدة اعراض داء الصرع عند الاطفال عام 1920. و مع مرور الوقت و عمل العديد من الابحاث عن آلية عمل الحميات قليلة الكاربوهيدرات و حمية الصيام المتقطع في الجسم و مراقبة النتائج المترتبة عليه (المتشابهة الى حد ما), اصبح يستخدم كبرنامج غذائي لتنزيل الوزن بعد نجاح تسويقه تجاريا.

يعتمد نظام الكيتو على تناول اغذية بنسبة عالية من الدهون, متوسطة البروتينات, قليلة الكاربوهيدرات. بحيث يتم توزيع نسب العناصر الغذائية الاساسية كالتالي:

  1. الدهون (70-80%)
  2. البروتينات (10-15%), حيث يعطى 1.00 غم بروتين/كغ وزن و في الحالات التي تحتاج نسبة اكبر ممكن ان تزيد الى 1.5 غم/ كغ
  3. الكاربوهيدرات (5-10%), و تكون اقل من 50غم/ اليوم

تعمل هذه الحمية بالاعتماد على استخدام الاحماض الدهنية من الدهون كمصدر اساسي للطاقة بدلا من الغلوكوز الناتج عن ايض الكاربوهيدرات بشكل اساسي, و تغيير نظام الايض بالخلية, لتعمل على حرق الدهون المتناولة من خلال عملية (B-oxidation).


ما هي آلية عمل حمية الكيتو ؟؟


بالشكل الطبيعي, عند تناول وجبة تحتوي على دهون و كاربوهيدرات, يؤدي تناول الكاربوهيدرات الى افراز هرمون الانسولين؛ الذي بدوره يساعد جزيئات الغلوكوز على الدخول للخلايا بشكل عام لاخذ الطاقة . اما بالنسبة للدهون في هذه الحالة (بوجود الانسولين) يتم تخزينه في الخلايا الدهينة للاستخدام اللاحق.

و عند زيادة تناول الدهون مع تقليل الكاربوهيدرات الى النسبة المحددة بهذا البرنامج الغذائي, يقل افراز الانسولين, و بالتالي تتغير العمليات الحيوية على مستوى الخلية, لتستخدم الاحماض الدهنية كمصدر للطاقة بعملية الاكسدة (B-oxidation) عوضا عن الغلوكوز بعملية (Glycolysis) كما ذكرنا سابقا, و لا يتم تخزين الدهون هنا!


في بداية تطبيق حمية الكيتو, يلجأ الجسم لاستخدام الغلايكوجين المخزن في الكبد و العضلات للحصول على الغلوكوز؛ لانه المصدر الاساسي للطاقة لخلايا الجسم و خاصة خلايا الدماغ, و مع الاستمرار بتطبيق البرنامج وانتهاء مخزون الجلايكوجين, يصبح الاعتماد بالكامل للحصول على الطاقة من الدهون (الاحماض الدهنية), و التي ينتج عنها مركبات تسمى بالمواد الكيتونية؛ و من هنا جاءت تسمية هذه الحمية. تستخدم خلايا الجسم بما فيها خلايا الدماغ هذه المواد الكيتونية كمصدربديل للطاقة عوضا عن الغلوكوز في حالات المجاعة (starvation) او اتباع برنامج قليل الكاربوهيدرات.


بالإضافة الى ان هناك نسبة بسيطة من الغلوكوز يتم انتاجه من خلال عملية (Gluconeogenesis) التي يلجأ لها الجسم ايضا لتصنيع الغلوكوز من مصادر غير كاربوهيدراتية مثل: الغليسيرول, بعض الاحماض الامينية, حمض اللاكتيك؛ و ذلك لان هناك بعض الخلايا مثل: خلايا الكبد و كريات الدم الحمراء لا تستطيع استخدام المواد الكيتونية كمصدر بديل للطاقة!


اذن, لا بد من وجود نتائج ايجابية لحمية الكيتو حتى تنتشر بشكل واسع, فما هي؟

· نزول الوزن بنسبة اكبر من البرنامج المعتدل؛ و هذا النزول بسبب خسارة الغلايكوجين المخزن بالكبد و العضلات و الذي يخسر معه الجسم الماء, حيث ان كل جزيء غلوكوز مرتبط ب 260 جزيء ماء! نسبة كبيرة اليس كذلك؟!

و نقطة ثانية هي ان حرق الدهون يبنتج طاقة اكبر من الغلوكوز و هو ما يؤدي الى النزول الكبير بالوزن من بداية اتباعه, حيث يمكن ان يخسر من 2-3 كغ من وزنه بالاسبوع الاول فقط!

· انتظام مستوى السكر بالدم و مستويات الانسولين

· تحسين ضغط الدم؛ حيث ان تقليل تناول الكاربوهيدرات و ما يتبعه من نقصان مستوى الانسولين مرتبط بتقليل ضغط الدم المرتفع

· تقليل مستوى الاحماض الدهنية الحرة بالدم, و بالتالي الاصابة بالجلطات و امراض القلب

و لكن ايضا, هناك آثار مضرة عند اتباع هذه الحمية و خاصة على المدى البعيد, منها:

· تزيد من تكسير العضلات؛ و ذلك بسبب نقصان هرمون الانسولين (و الذي يعتبر هرمون بناء) و حاجة الجسم لتصنيع الغلوكوز من مصادر غير كاربوهيدراتية والتي تكون من العضلات.

· نزول سكر الدم (Hypoglycemia)؛ فيجب الانتباه عند تطبيقه للمصابين بالسكري (النوع الاول او الثاني) او الذين يعانون من اضطرابات في سكر الدم و يتناولون ادوية لتنظيمه.

· يزيد من ترشيح الكالسيوم بالبول؛ و ممكن ان يسبب هشاشة العظام

· فشل بالكلى و الكبد, نتيجة زيادة الضغط على هذه الاعضاء الناتجة من زيادة الاعباء عليهما

· حموضة الدم؛ في مراحل متقدمة و مع عدم مراقبة نتائج اتباع البرنامج, ممكن ان يزيد تركيز المواد الكيتونية اذا لم يطبق البرنامج بشكل صحيح و يتحول الجسم من حالة تسمى (Ketosis) الى (Ketoacidosis) و التي تزيد مهعا حموضة الدم (يقل الرقم الهيدروجيني) مما يسبب مشاكل اخرى نتيجة لذلك.


علاوة على ذلك, العديد من الدراسات تشير الى انه لا يوجد مدة زمنية محددة يحتاجها الجسم للتأقلم مع حمية الكيتو, بالإضافة الى ان التأقلم يعتمد على عدة عوامل منها: نسبة الدهون الموجودة بالجسم, مؤشر كتلة الجسم, معدل الاستقلاب الاساسي (Basal metabolic rate). و لكن بشكل عام, يحتاج الجسم (الخلايا) من 1-4 اسابيع للتأقلم على حمية الكيتو و الحصول على النتائج المذهلة له! و يجب الاستمرار باتباعه لمدة لا تقل عن اسبوع الى 6-12 شهر. و اذا اردت تغيير هذه الحمية و الانتقال لحمية اخرى بعدها لابد من الانتقال بالتدريج حتى لا تتعرض لآثار جانبية ليست من مصلحتك.


حيث انه في حالة اتباع برنامج غذائي متوازن يجب ان يكون مخصصا لك! فما بالك بنظام غذائي محدد بنسب معينة من العناصر الغذائية الاساسية!!


و بالنهاية, عندما تفكر باختيار برنامج غذائي محدد يجب اولا ان تختار برنامج يمكنك الالتزام به كأسلوب حياة و ليس كفترة مؤقتة خاصة اذا كان محددا بعناصر معينة, و ان تتابع مع اخصائية التغذية لتحديد البرنامج الانسب لك و لمتابعة حالتك و تجنب الاثار السلبية و تحقيق النتائج الافضل!


اذا اعجبك المقال! و اردت قراءة المصادر, لا تتردد بالتواصل معي!


صبا عقده

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات صبا عقده

تدوينات ذات صلة