يوضح لنا المقال اهمية تناول مجموعة البروتينات و آلية تعامل الجسم مع نقصان او زيادة تناول البروتين!
تعتبر مجموعة البروتينات مهمة جدا لما لها من وظائف حيوية و تغذوية بجسم الانسان. فتدخل البروتينات بشكل اساسي في:
- بناء العضلات
- تصنيع الانزيمات و الهرمونات
- تنظيم ايض الغلوكوز و الدهون
- لها دور في ايض العظام
- تقوية جهاز المناعة
- و تعتبر البروتينات مصدرا للطاقة ايضا, و لكن في حالات معينة و لا تعتبر هذه المجموعة كمصدر اساسي للطاقة, اذ ان لها وظائف اخرى تنفرد بها اكثر اهمية من ان تكون مصدرا للطاقة
و نحصل على البروتينات من غذائنا من مصدرين اساسيين:
1. حيواني (الذي يحتوي على الحديد في تركيبة الهيموغلوبين) و يشمل؛ اللحوم الحمراء, الدواجن, الاسماك, البيض, الحليب و مشتقاته
2. نباتي (لا يحتوي على الحديد في تركيبته) و يشمل الحبوب, البقوليات مثل؛ الارز, الشعير, الشوفان, القمح, الذرة, الفول, البازيلا, العدس, الحمص
و بشكل عام, يحتاج الشخص الطبيعي الى ما نسبته 10-35% من احتياجه الكلي من الطاقة/اليوم من البروتين او ما يعادل 0.8 غم بروتين/كغ وزن جسم
و يمكننا ان نجزء الفئات بالاعتماد على نسبة تناولها للبروتينات الى:
- تناول نسبة عالية من البروتين في حال كانت النسبة المتناولة (25-30) %
- نسبة طبيعية (10-20)%
- تقيد متوسط (5-8)%
- تقيد شديد (2-3)%
و في حال زاد تناول البروتينات او قل عن النسبة الطبيعية يتبعه تأثيرات فسيولوجية حسب الحالة الصحية للشخص! و حسب نسب العناصر الغذائية المتناولة الاخرى!
اذن!
ماذا ينتج عن عدم تناول حاجة الجسم من البروتين؟
ان اتباع نظام غذائي عالي بالدهون او الكاربوهيدرات و قليل البروتين يؤدي الى زيادة معدل صرف الطاقة و بالتالي خسارة الوزن, و ممكن ان يؤدي هذا النقصان مع حاجة الجسم للبروتين الى الاصابة بعملية تسمى (Hyperphagia) و زيادة الرغبة بتناول/ و تناول الاغذية العالية بالبروتينات لتعويض النقص!
و بعض الاشخاص الذين يتناولون اقل من احتياجهم من البروتين سواء بإرادتهم مثل النباتيون (vegans) كنمط حياة لفترة طويلة او نتيجة ظروف اقتصادية او مجاعات ممكن ان يعانوا من:
- الضعف العام
- فقر الدم
- احتباس السوائل
- ضعف المناعة
- التأثير على النمو و خاصة عند الاطفال في مراحل النمو و الاصابة بالتقزم (stuting)
- و في حالات شديدة ممكن ان يصابوا بأمراض مثل الكواشيكور (Kwashiorkor)؛ الناتج من نقص تناول البروتين و (Marasmus)؛ الناتج من نقص الطاقة والبروتين معا
و يجدر الاشارة ايضا هنا الى ان هناك حالات مرضية تستدعي تنظيم او تقليل نسبة البروتينات المتناولة لنسب معينة لاسباب صحية و لتقليل مضاعفات المرض و لاعتبارها جزءا مهما من خطة العلاج, مثل حالات غسيل الكلى, النقرس, او اي امراض جينية لها علاقة بايض الاحماض الامينية او البروتينات؛ مثل: الفينيل كيتون يوريا (PKU).
ماذا يحدث عند زيادة تناول البروتين؟
على العكس, هناك حالات تتطلب زيادة بتناول البروتينات نتيجة عملية الايض العالية, النمو, و بناء الانسجة و تعويض التالف منها مثل: الحوامل, المرضعات, الاطفال, الرياضيين, بعض الامراض مثل السرطانات, بعد العمليات الجراحية, الحروق
ماذا يحدث للجسم في حالة تناول نسب الكاربوهيدرات و الدهون بشكل طبيعي, مع زيادة تناول البروتينات؟ و كيف يتعامل الجسم مع هذه الحالة؟
تتعرض البروتينات للهضم و الامتصاص و من ثم النقل من خلال الدم للخلايا عبر نواقل خاصة لكل حمض اميني مكون منه البروتين. و مع زيادة تناول البروتينات, يتكيف الجسم مع الوقت للتعامل مع الكمية الاضافية من الاحماض الامينية! من خلال زيادة عدد النواقل و زيادة عدد خلايا الامعاء الدقيقة للاستفادة من هذه الاحماض الامينية.
الى اي حد يمكن ان يتكيف الجسم مع الزيادة بالبروتينات؟
هناك دراسة تقول ان الجسم تكيف مع زيادة كمية البروتينات الى 3.00 غم/كغ وزن بدون اي اثار جانبية غير صحية!
و لكن! يجب ان نعرف ان معدل امتصاص البروتينات يعتمد على النضج و الحالة الصحية لكل شخص. حيث بالنهاية يسعى الجسم للوصول لحالة من الاستقرار سواء بتناول اقل او زيادة من اي عنصر او مادة كانت! و مع زيادة تناول البروتينات عن قدرة الجسم على التكيف فإنه يقوم بتحويلها الى اليوريا و ترشيحه عبر الكلى للتخلص من الزائد عن الحاجة!
و السؤال هنا, ما هو تأثير تناول البروتينات على تناول الطعام و تنظيم الوزن؟؟
يؤثر تناول البروتينات من الاغذية على الجهاز الهضمي من خلال التفاعل مع المستقبلات الخاصة بها, و الذي يؤدي الى افراز الانزيمات و الهرمونات من الجهاز الهضمي و البنكرياس؛ فتناول البروتينات يحفز من افراز الانسولين و (IGF-1) اللذان يعتبران هرمونات البناء! و تؤثر على افراز هرمونات (CCK/PYY) بالإضافة الى زيادة هرمون الشبع (Leptin) و تقليل هرمون الجوع (Ghrelin). و بالتالي, يمكنك ان تشعر بالشبع لفترة اطول نتيجة تناولك البروتينات بدرجة اكبر من تناول الكاربوهيدرات و الدهون!! حيث وجد بأن تناول ~ 35-30 غم من البروتين/اليوم يعطي الشعور بالشبع. بالإضافة الى التأثير على سرعة/ معدل تفريغ المعدة من محتواها للامعاء الدقيقة, و بالتالي لمجموعة البروتينات دور مهم في نقل و امتصاص العناصر الغذائية الاخرى بالجهاز الهضمي. حيث وجدت دراسة بأن تناول البروتينات مع الكاربوهيدرات فإن البروتينات تعمل على تقليل المؤشر الغلايسمي للكاربوهيدرات المتناولة و بالتالي نسبة الغلوكوز بالدم!. و بالمحصلة على ارسال الاشارات العصبية للدماغ. بهذه الطريقة تعمل البروتينات على التحكم بكمية الطعام المتناولة و الحماية من الاصابة بالسمنة من خلال تقليل زيادة الوزن و كتلة الدهون بدون التأثير على الكتلة العضلية و بالتالي تنظيم الوزن!
فالمحافظة على تناول المصادر الغنية بالبروتينات ذات الجودة العالية ضمن احتياجنا و حسب الحالة الصحية للحصول على الاستفادة القصوى من هذه المجموعة الغنية بدون اي اضرار جانبية هو الحل لضمان جسم, اعضاء, و انسجة قوية و صحية!
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات