يعرفنا المقال على النمو المفرط للبكتيريا في الأمعاء الدقيقة و عوامل خطر الإصابة بها, أعراضها, و التغذية العلاجية لها.

يعتبر الجهاز الهضمي للإنسان موطنا طبيعيا للعديد من مجموعات البكتيريا التي تسمى (Gut Microbiota). و التي لها دور مهم في تكسير و تخمر الأغذية بالأمعاء الغليظة, انتاج بعض الفيتامينات, و تحفيز جهاز المناعة. و يعمل الجسم على المحافظة على التوازن البكتيري ضمن الحد الطبيعي بحيث يكون اقل من (CFU/mL 103), ذلك لان أي اضطراب ببكتيريا الجهاز الهضمي يؤدي الى العديد من المشاكل الصحية مثل; السمنة, تغييرات بالمزاج, و تأثير على الجهاز المناعي.


و يكون ذلك من خلال مجموعة من عوامل تحكم كيميائية و ميكانيكية مثل:

  1. احماض المعدة
  2. العصارة الصفراوية
  3. الانزيمات
  4. البروتينات المناعية

و لكن, في بعض الحالات, هناك عوامل تؤدي الى حدوث اضطرابات ببكتيريا الجهاز الهضمي و زيادة مستواها بما يعرف ب (SIBO)(Small Intestinal Bacterial Overgrowth) و الذي ينعكس سلبا على الصحة.


و يعرف فرط نمو البكتيريا بالامعاء الدقيقة (SIBO) بأنه زيادة بالعدد الإجمالي للبكتيريا بالجهاز الهضمي الى مستويات (105-106 CFU/mL).حيث تعمل على هضم و امتصاص الكاربوهيدرات, البروتين, و الدهون في الأمعاء الدقيقة.

الحالات التي تزيد من خطر الإصابة ب فرط نمو البكتيريا بالامعاء الدقيقة (SIBO):

  1. اضطرابات بحركة الأمعاء: ممكن ان ينتج بسبب الإصابة بحساسية القمح, خزل المعدة (Gastroparesis).خزل المعدة: هي حالة يبقى فيها الغذاء بالمعدة لفترة أطول من الطبيعي و يتم تأجيل انتقاله من المعدة الى الأمعاء الدقيقة, و ارتفاع سكر الدم (Hyperglycemia) يؤدي الى هذا العرض.
  2. اضطرابات الايض: مثل السكري, نقصان احماض المعدة
  3. التقدم بالعمر: فعند التقدم بالعمر تقل حركة الأمعاء و يزيد من الإصابة بالامراض و بالتالي تناول الادوية لها
  4. عطل بوظائف الأعضاء: مثل حالات تشمع الكبد, الفشل الكلوي,
  5. متلازمة القولون العصبي (IBS): في بعض الأحيان, يتشابه تشخيص (IBS) و (SIBO).
  6. تناول بعض الادوية: مثل المضادات الحيوية, مضادات الحموضة
  7. العمليات الجراحية للتجويف البطني او التعرض للاشعة: التي تعمل على تدمير الطبقة المخاطية و الاهداب بالامعاء الدقيقة.

و من اعراض زيادة العدد البكتيري بالجهاز الهضمي:

  1. الآم البطن
  2. الانتفاخ
  3. نقصان بالوزن غير مخطط له
  4. سوء تغذية و نقصان بالفيتامينات و المعادن: قد ينتج عنها جفاف, فقر دم, و مشاكل بالعظام و الجهاز العصبي على المدى البعيد.

التدخل التغذوي لحالات فرط نمو البكتيريا بالامعاء الدقيقة (SIBO):

بالتأكيد, هناك إرشادات تغذوية لنوع البرنامج الغذائي و الأغذية التي يجب تناولها او الابتعاد عنها.


اكثر البرامج الغذائية الشائعة لمعالجة او لتقليل اعراض (SIBO) هو اتباع هذا البنامج الغذائي FODMAP Diet. و هو اختصار ل

F: Fermentable

O: Oligosaccharides

D: Disaccharides

M: Monosaccharides

A: and

P: Polyols

يمتد هذا البرنامج الغذائي من أسبوعين الى 6 أسابيع كحد اقصى يتم فيها التركيز على تناول أغذية معينة و الابتعاد عن أغذية أخرى كما سنذكر لاحقا, بحيث يجب الالتزام الكامل بالبرنامج الغذائي خلال الأسبوع الأول و من ثم بداية من الأسبوع الثاني ممكن ان تضيف بعض من الأغذية التي يجب الابتعاد عنها كل على حده لمعرفة ما اذا كان هذا الغذاء يغذي بكتيريا الأمعاء الدقيقة و تسوء الاعراض ام لا. و يجدر الإشارة هنا الى وجوب وجود فترة زمنية بين إضافة كل غذاء و آخر للتأكد من سلامة تناولها و تأثيرها على الأعراض او لا. و بشكل عام ينصح بالتقليل من تناول الكاربوهيدرات و تناول مكملات البروبيوتك يوميا للحفاظ على التوازن البكتيري بالجهاز الهضمي و تقليل الاعراض.

و بالتالي, الأغذية الموصى بالابتعاد عن تناولها:

  1. الحليب و منتجاته; لاحتوائه على سكر اللاكتوز.
  2. الأغذية المعتمدة على القمح, العدس و الفول.
  3. الخضار النشوية مثل; الذرة, البازيلاء, بالإضافة الى البصل, الثوم, الأرضي شوكي, و الهليون: لاحتوائها على السكريات المتعددة (Oligosaccharides).
  4. الفواكه و خاصة; البطيخ, التفاح, الاجاص, الدراق.

اما بالنسبة للأغذية الموصى بتناولها:

  1. البيض و اللحوم
  2. الحليب الخالي من الاكتوز, و الاجبان الصلبة مثل جبنة الشيدر
  3. الحبوب الكاملة مثل: الأرز, الشوفان, و الكينوا
  4. الخضار الجذرية مثل: البطاطا, الشمندر, الجزر. و الخضار ذات الزهر مثل: البندورة, الخيار, الكوسا, الباذنجان. و ان يكون تناول الخضار المطبوخة و ليس الطازجة.
  5. الفواكه مثل: البرتقال, الاناناس, الفراولة, العنب, الموز غير الناضج (الأخضر): و ذلك ان الموز الناضج عالي بسكر الفركتوز

و بعد التشخيص الصحيح من قبل الطبيب و اخصائي التغذية لاتباع هذا البرنامج الغذائي و غير ذلك لا يجب اتباعه لانه من الممكن ان يؤدي الى نزول الوزن و لكن هذا ليس الهدف الرئيسي منه.


صبا عقده

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات صبا عقده

تدوينات ذات صلة