هل تعلم ان سعادة البكتيريا في جهازك الهضمي ممكن ان تجعلك سعيدا! هل ممكن ان تؤثر بكتيريا امعائك على قراراتك؟ كيف ذلك؟
كلنا نعلم ان هناك عوامل خارجية تجعلنا نشعر بالسعادة مثل: الراتب المالي, التعليم, الانجاز, و غيرها. و في الحقيقة, هناك عوامل داخلية ايضا تؤثر على شعورنا بالسعادة. حيث تشكل العوامل الجينية التي نتوارثها 35% من قدرتنا على ان نكون سعداء; حيث تعمل هذه الجينات على ترميز انتاج هرمونات السعادة مثل: السيروتونين, الدوبامين, الاندروفين, و الاوكسيتوسين.
فما هو دور البكتيريا في الجهاز الهضمي بشعورنا بالسعادة؟
سوف نتكلم اولا عن بعض الحقائق الموجودة في جهازنا الهضمي لنفهمه اكثر, ثم ننتقل للإجابة عن هذا السؤال.
يحتوي الجهاز الهضمي و تحديدا الامعاء الدقيقة و الغليظة على تريلونات من البكتيريا النافعة (probiotics) و غيرها من البكتيريا, يصل عددها الى عشرة اضعاف عدد خلايا الجسم الكلي. و يتحدد نوع اغلبية هذه البكتيريا من خلال تأثير الجينات و مجموعة من العوامل البيئية مثل: النمط الغذائي المتبع, الادوية المتناولة, الضغط النفسي, و غيرها. و تعد بطانة الجهاز الهضمي اكبر مساحة معرضة لما هو موجود في البيئة الخارجية من مواد عن طريق تناول الغذاء و الشراب, و الذي يمكن ان يكون ملوثا بأنواع عديدة من البكتيريا الضارة. فعند تناول غذاء ملوثا بالبكتيريا الضارة او سمومها, يهيج ذلك خلايا الامعاء و يؤدي الى التهابها, مما يحفز الخلايا المناعية المخاطية لإرسال اشارات الالم, الانزعاج, و الغثيان للدماغ ليصوب الاوضاع.
بالتالي, هناك انظمة تحكم لحماية الجهاز الهضمي من هذه المواد الضارة ايا كانت من خلال ثلاثة انظمة تحسس و هي:
1. العصبي; يتحكم بالجهاز الهضمي جهاز عصبي متخصص يكاد يكون منفصل عن الدماغ لكنه مرتبط بالجهاز العصبي المركزي (central nervous system/CNS) عن طريق (vagus nerve) و يدعى الجهاز العصبي المعوي (enteric nervous system/ENS), يعمل هذا الجهاز بالعديد من الوظائف مثل: التحكم بالوظائف الحركية للجهاز الهضمي كحركة الامعاء, تدفق الدم, الافرازات المخاطية, و التحكم بالوظائف المناعية و الغدد بالجهاز الهضمي
2. الغدد; و يوجد اكثر من 20 هرمون بالجهاز الهضمي
3. المناعي; حيث ان ثلثي الجهاز المناعي الكلي للجسم موجود بالجهاز الهضمي
و كل ذلك يدل على اهمية ضبط و استقرار جميع العمليات في الجهاز الهضمي بما فيها التوازن البكتيري و تبعاته لصحة الجسم ككل.
تعمل هذه البكتيريا النافعة على المساعدة بعملية هضم و تخمر الطعام, انتاج بعض الفيتامينات مثل (B12), و المحافظة على استقرار بعض العمليات الحيوية بالجهاز الهضمي.
و مؤخرا, وجدت الابحاث ان هناك علاقة باتجاهين بين بكتيريا الجهاز الهضمي و الدماغ! و بالتالي يمكن القول بأن بكتيريا الجهاز الهضمي مسؤولة ايضا عن الوظائف الادراكية العليا, الشعور, و اتخاذ القرارات. كيف ذلك؟
تنتج البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي النواقل العصبية (neurotransmitters) مثل:
السيروتونين/serotonin, الدوبامين/dopamine, جابا/GABA, الهيستامين/histamine, و الاستيل كولين/acetylcholine المسؤولة عن السعادة و السترخاء و التي تنتقل للدماغ كما وضحنا سابقا ليؤثر على المزاج و الشعور. و اكثر من 90% من هرمون السعادة السيروتونين موجود فعليا في الجهاز الهضمي!
سؤال لك؟ ما فائدة وجود هرمون السعادة السيروتونين بالجهاز الهضمي؟
تنتج ايضا البكتيريا النافعة بالجهاز الهضمي احماضا دهنية قصيرة تؤثر على الغدد الصم العصبية
(neuroendocrine) و بدورها تؤثر على تناول الطعام من خلال هرمونات الشبع و الجوع و عند اضطرابها تؤدي الى اضطرابات بالاكل!
اذا, نوع الغذاء يؤثر على البكتيريا الموجودة بالجهاز الهضمي, و البكتيريا الموجودة بالجهاز الهضمي تؤثر على سلوكنا الغذائي وخياراتنا الغذائية!
كيف نحسن من هذه البكتيريا النافعة بالامعاء؟
يمكن غذائيا من خلال تناول الخضار, الفواكه, و الحبوب الكاملة لاحتوائها على الالياف الغذائية. تناول الاطعمة المخمرة مثل الالبان, المخللات. تقليل تناول السكريات. مع محاولة الابتعاد عما يسبب الضغط النفسي لما له من تأثير عكسي.
إن اختيارنا لأغذية صحية و نظام حياة صحي ينعكس على جودة و نوعية المجتمعات البكتيرية بالجهاز الهضمي و الذي بدوره يؤثر على دماغنا و ادراكنا و قراراتنا!
اتمنى ان تكون قد استفدت من المقال, شاركني رأيك من خلال التعليق على المقال! و للتعرف على المصادر او مناقشة المقال لا تتردد بالتواصل معي على حساباتي الموجودة على الموقع!
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات