سنتحدث في هذا المقال عن هرمون الاستروجين. و سنركز على العوامل التي تؤدي الى نقصان او زيادة مستواه و تأثيراتها الصحية بالجسم.

في البداية, ما هو هرمون الاستروجين؟

هو مجموعة من الهرمونات (estrone, estriol, and estradiol)و التي توجد بنسب متغايرة, تنتج بشكل اساسي من البويضات في المبيض, و يتم انتاجه بكميات قليلة ايضا من الانسجة الدهنية و الغدة الكظرية فوق الكلوية. و يساعد هذا الهرمون على:

1. ظهور الصفات الانثوية

2. نمو و تمايز الجهاز التناسلي

3. صحة القلب و الاوعية الدموية

4. صحة العظام

5. صحة الدماغ

كل هرمون او انزيم او بروتين بالجسم له معدل طبيعي يجب ان يكون فيه لا اقل و لا اكثر, لان اي خلل في هذه النسب يؤدي الى حدوث مضاعفات غير حميدة صحيا. لذلك هناك اجهزة بالجسم تعمل على مراقبة النسب الطبيعية و الوصول لحالات الاستقرار عند اختلالها. و منها مراقبة هرمون الاستروجين. حيث ان المستوى الطبيعي له بالجسم هو (30-400 بيكوغرام/مل).


نقصان مستوى هرمون الاستروجين بالجسم

في الوضع الطبيعي, يتغير مستوى هرمون الاستروجين خلال الشهر ما يؤدي الى حدوث الدورة الشهرية. و عند الوصول لعمر معين (غالبا 51 عام) او عند اجراء استئصال للمبايض, تقل قدرة المبيض على العمل و انتاج البويضات او تنعدم على التوالي, ما يقلل من انتاج هرمون الاستروجين بالجسم الى نسب اقل من (30 بيكوغرام/مل). و بالتالي, عند مرور 12 شهرا على انقطاع الدورة الشهرية عند الانثى, يمكن ان يشخص الطبيب الحالة بانقطاع الطمث (Menopause).


و نتيجة لنزول مستوى هرمون الاستروجين بالجسم؛ تظهر اعراض او علامات على الجسم منها:

1. الهبات السخنة و التعرق (في الليل)

2. الاحباط و الارق

3. جفاف الجلد و تساقط الشعر


زيادة مستوى هرمون الاستروجين بالجسم


من العوامل التي تؤدي الى زيادة هرمون الاستروجين:

1. متلازمة تكيس المبايض(PCOS)؛ حيث ان الاصابة بهذه المتلازمة يؤدي الى تكوين العديد من البويضات غير الناضجة و تحولها الى تكيسات ليفية (cysts) و التي تؤدي الى انتاج كمية كبيرة من الاستروجين.


2. زيادة نسبة الدهون بالجسم؛ حيث وجدت الدراسات ان الخلايا الدهنية تنتج كميات بسيطة من هرمون الاستروجين ايضا في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث (Perimenopause) لتعويض النقص في انتاجه من المبايض. و كلما زادت كمية الدهون, زاد هرمون الاستروجين! و من الجدير بالذكر ايضا انها تؤثرعلى توزيع الخلايا الدهنية بالجسم؛ حيث تتركز اكثر كدهون حشوية (visceral fat) بدلا من دهون تحت الجلد (subcutaneous fat) و هذا يؤثر لاحقا على عمليات الايض, زيادة حجم الخلايا الدهنية, و زيادة عوامل الالتهاب و غيرها و بالتالي على صحة القلب!

3. الضغط؛ حيث يرتفع هرمون الكورتيزول (Cortisol) عند التعرض للضغط النفسي او في الحوادث و الحالات التي تستدعي من الشخص ردات فعل سريعة. حيث يعطل هذا الهرمون اي وظيفة لا يعتبرها الجسم مهمة في هذه الحالة و من ضمنها انتاج هذه الهرمونات الستيرويدية (مثل الاستروجين), و لكن يقلل ايضا هرمون آخر يوازن عمل هرمون الاستروجين الا و هو البروحيستيرون؛ فعند نزول مستويات البروجيستيرون بحيث تكون اقل من الاستروجين (حتى لو كان مستوى الاستروجين طبيعي!) يصبح الجسم بحالة تسمى ب هيمنة الاستروجين (Estrogen Dominance)

4. مشاكل بالكبد؛ حيث يعمل الكبد على تنقية و تصفية الكميات الزائدة عن حاجة الجسم من اي هرمون او بروتين من خلال انزيمات خاصة و منها عند وجود كميات زائدة من الاستروجين, و وجود خلل بالكبد يعيق هذه العملية مما يؤدي الى تراكم الاستروجين بالجسم!

5. تناول بعض الادوية؛ مثل حبوب منع الحمل, حيث انها تحتوي على كميات كبيرة من الاستروجين

6. التعرض لمواد كيميائية مشابهة للتركيب الكيميائي للاستروجين(Xenoestrogens), مثل الموجودة في الاسمدة و المبيدات الحشرية و العلب البلاستيكية المسنخدمة للتغليف و التعبأة

و زيادة هرمون الاستروجين ممكن ان تسبب مضاعفات صحية مثل:

1. عدم انتظام بالدورة الشهرية, غزارة بالدورة الشهرية, انقطاع الطمث, او العقم

2. زيادة سماكة جدار المبيض او الرحم و بالتالي ممكن ان تسبب سرطانات!

3. زيادة الوزن و خاصة بمنطقة الارداف

4. مقاومة الانسولين و السكري النوع الثاني

5. خمول الغدة الدرقية؛ حيث ينافس هرمون الاستروجين على مستقبلات هرمون الثايرويد

6. حصوات بالمرارة و مشاكل بالكبد

الخطة العلاجية التغذوية

من بعض الارشادات التي يجب اتباعها للمحافظة على مستوى طبيعي لهرمون الاستروجين:

1. تقليل تناول الاغذية العالية بالسكريات البسيطة

2. تقليل تناول الدهون و خاصة المشبعة

3. التركيز على تناول الاغذية النباتية التي تحتوي على مواد كيميائية طبيعية تسمى (Phytoestrogens)


تضم هذه العائلة 4 مجموعات اساسية اهمها مجموعتي (Isoflavonoids and Lignan) و تشمل العديد من المركبات المختلفة. و ترتبط هذه المركبات على مستقبلات الاستروجين بالخلايا اما لتحفز تأثير مشابه لهرمون الاستروجين بالجسم, او ان تمنع هذا التأثير المشابه للاستروجين!


و من اكثر الاغذية الغنية بهذه المركبات و التي تساعد بزيادة مستوى الاستروجين:

· بذور الكتان, السمسم, و المكسرات مثل الفول السوداني؛ لاحتوائها على مادة (Lignan)

· البقوليات؛ مثل العدس, الحمص, الفول

· الحبوب الكاملة مثل القمح الكامل

· فول الصويا و منتجاته مثل (جبنة التوفو)

· الخضار مثل: الثوم و الفواكه مثل: (العنب, الفراولة و التوت, الدراق)


اما في حالة تقليل مستوى الاستروجين عند ارتفاعه:

بالإضافة الى اول نقطتين

· الاكثار من تناول الخضار و خاصة (الزهرة, البروكولي, الملفوف, الفطر )

· الفواكة و خاصة الفواكه الحمضية مثل: البرتقال, الليمون, الجريبفروت, و البوملي

· الاغذية العالية بالبروبيوتك مثل اللبن, و المخللات

· الشاي الاخضر.


حيث ان هذه الاغذية تحتوي على مركبات تعمل على تثبيط الانزيمات مثل انزيم (Aromatase) التي تساعد في تحويل هرمونات اخرى الى هرمون الاستروجين ترتبط بمستقبلات الاستروجين و تقلل من مستواه بالجسم.


لذلك, انتبهي عزيزتي الى ما يقوله لك جسدك لان الانسان طبيب نفسه! و احرصي على الحفاظ على صحتك من خلال الفحوصات المخبرية المنتظمة و اتباع نظام غذائي متوازن يلبي احتياجك مع ممارسة الرياضة المناسبة و خاصة بعد سن الامل.


صبا عقده

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات صبا عقده

تدوينات ذات صلة