السادس و العشرون من كانون الثاني / يناير من عام ألفين و اثنين و عشرين . - و عقل يضج بالأفكار المُزعجة ، عقل لا يهدأ


{ كُتب هذا النص للحد من وطأة الفكرة المُستثقل وجودها في رأسي و للتخفيف من حدة المشاعر التي تُرافقها.}


أتذكر أنه بعد انقضاء فترة كورونا و الحجر الصحي .

اعتقدت لفترة جيدة أنني تجاوزت ما خاضه العالم من حولي بشجاعة ..

لم أتمكن من فهم جانبي من القصة و لا تبعاتها ، بل تعسر عليّ شرحها أيضا .

خِفت أن ارى الصورة كاملة ..

أن أبدو بليدةً يتعسر علي فهم المشاعر ، و أن تتحول بهجة الخلاص الى أسى و خداع .

قشة ثائرة بداخلي ، تسببت في حرق روحي الخضراء .

أنا أهتز و رأسي مثقل ..

الحياة تتزخزح و أنا أرسم زيفا في مُخيلتي أنني بثبات جبل ، أنني لن أميل .

طاقتي الروحية تنفذ ، كل ما أريده أن أختفي ، أن أنطفأ و أن اتوارى .

أيام ثقيلة تمر ..

أشياء سيئة عديدة لا تتوارى عن الحدوث ..

حياة مشوشة ، سوء حظ ، ارتباك و فشل ، تركيبة مثالية لطُغيان الاكتئاب .

أحسست بالحزن ، راقبت الحياة تتحرر من ألوانها ، تتساقط معها طموحاتي .

استسلمت مُبكرا في معركتي هذه.

لازال صوت مُعالجتي النفسية يتردد : " هذا هو الاكتئاب ، أمر شائع الحدوث بين البشر .. " و أظن أنك مُصابة به .

كأنما رُميت في بئر عميق ، استكنت ، استسلمت و انزوت في القاع .

لا أريد الخروج لقضاء ما في الحياة من حاجات الحاجات .

النهار كئيب جدا ، يكاد لا يمُر و الليل مفزع ، حالك طويل و أنا أختنق.

لم أُقاوم .

ربما اعتقدت أن الجبناء يموتون بسرعة ، رأيت بذلك خلاصا من المعاناة.

رأيت معركة خاسرة ، ولو فُزت فيها ظلت غنيمتي روح أنهشها السواد .

كل المشاعر مسموحة . لكنني لا أشعر .

فراغ ..

هذا اقرب وصف لما عايشته .

حاولت مرارا و تكرارا التصالح مع الانسان الهش في داخلي ، حاولت احتضان ما تبقى منه ، قوبلت بالانكار .

بيد أنني موجودة ، أنا أتبدد شيئا فشيئاً ، أنا أخسر حقيقة من أكون.

أنا في لحظة ما فقدت الأمل في ايجاد مصدر طمأنينة و دفئ .


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ذاكرة أحداث | الرميساء.ق

تدوينات ذات صلة