أخبرتني خالتي ذات مرة بأن ذوات الكفوف الدافئة قلوبهم ممتلئة و ذوات الكفوف البارده قلوبهم فارغة.

أردت إبداء إمتناني حيال ذلك الذي لوح بيده للمرة الأولي مسجلا قاموس من الرسائل وأبجدية كامله من حرف واحد.


فقط تلويح باليد يبوح بالكثير.

نلوح حين نودع أحدهم. ماذا تقول تلويحاتنا حينها ؟

أظنها تربط علي المغادر المبتعد؛ تخبره بأنها في إنتظار رؤيته مره أخري. وكأن الكفوف أضحت عيون وربما قلوب؛ ربما تعانق تلويحاتنا كذلك العائدين؛ تخبرهم كم إشتقنا وكم إنتظرنا وترقبنا.

أجدني ألوح بإستمرار للجميع؛ أخبر البعض بتلويحاتي كيف حالكم وأخبر آخرين بأنني فوجئت بروئتهم. ثم أكمل التلويح لإلقاء السلام وإنهاء الكلام. أبدأ من جديد بالتلويح بقدر إشتياقي وطول إنتظاري. ألوح وأنا علي بعد خطوات من أحدهم وربما لمن تركته منذ دقائق.

في كل مره تخبرني تلويحاتي بأنني قريبه وفي كل مره تخبر تلويحاتي الجميع بأنني مرحبة؛ منتبهة ومهتمة باللقاء والحديث؛ او بالتلويح والمضي مرسله مع تلويحاتي ما أردت قوله.


أتساعد إبتساماتنا الكفوف في جعلها تبدو مبتسمة؟ أم أن قلوبنا تبث ما تردد بداخلها عبر كفوفنا فتبدو متكلمة ودودة.


أخبرتني خالتي ذات مرة بأن ذوات الكفوف الدافئة قلوبهم ممتلئة و ذوات الكفوف البارده قلوبهم فارغة...


أظنها مخطئة؛ ذوات الكفوف الملوحة قلوبهم ممتلئه اما هولاء الفارغون لا يلوحون.

رولا نضال

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات رولا نضال

تدوينات ذات صلة