ماثيو الهادئ الشفاف, بالكاد تتحدث ولكنك,تعلن عن وجودك.

منزل الجملونات الخضراء: جناح فرشة وخزانة موصدة.


كانت المزرعة تفيض بالوحدة ,وحدة باردة تتجه صوب منزل آل كاثبرت مع الغروب؛ لتمكث بصمت في أرجاءه المعتمة إلا من أضواء شموع خافتة. وتعاود الولوج إليه مع كل شروق.

وحدة وصمت يتفاقمان علي مدار اعوام. إلي أن مر شتاء شديد البياض رفرفت فيه أجنحة فراشة,مسببة أحداث متتالية لم تكن لتري في منام.


ماثيو: جناح فراشة (1)


ماثيو الشبيه بزهرة الحائط ,التي تنبت بخجل ممزوج ببعض القلق, في الشقوق والثغرات, في الجدران الحجرية. ذو المهارات الاجتماعية القليلة, هادئ وشفاف.

يُبعد نفسه عن الحشود ويتجنب لفت الأنظار ولكنه ذو أثر يومض علي الدوام.

لايتسلح بكلمات صاخبة أو بعناد مصمت, وإنما يتفوه بكلمات قليلة موجزة؛ وكأنه ينثر بذوراً في تربة هي قلوب المحيطين, حيث تنبت أزهار وأوراق خضراء يانعة, في ليلة وضحاها,تاره, وتارة في طرفة عين.

يبدو وكأنة الأقل تعبيراً عن مايعتريه من شعور, ولكنه الأكثر توفيقاً في ذلك, بالرغم من ندرة أحاديثه.

يمتلك في جعبته قدراً من بذور المحبة الغير مشروطة ,الصافية :


بذور تنبت أزهار الأقحوان البيضاء المؤنسة, عندما يصغي ماثيو لثرثرة متداعية بإكتراث. وعندما يعلن عن مقدار الدعم القادر علي الإلتزام به,بتفانٍ. وعندما يتلمس الأمنيات الصغيرة فتستحيل واقعاً أخاذاً, يفوق الاحلام جمالاً.


يُعيد ماثيو نثر حفنة من البذور, فا يُشير بعد ذلك بفخر ,إلي الخِصال الفريدة, ويُشير بصدق ,إلي إشتياقه, وبلطف ,إلي آماله . فتنبت باقات قرنفل وردية زاخرة.


يتبعها البنفسج بعد أن غلف عقله, أخطاء الاخرين, بوشاح التفهم المطرز بالاعذار. وفاضت نظراته بإكتراث حنون وملاحظة كثيفة متعاطفة.


ماثيو الودود, تُنبت بذور المحبة الغير مشروطة التي يمتلكها في جعبته, أعواد الروزماري الخضراء, مُذكره إياه بالتفاصيل المميزة للعلاقات كلٍ علي حده. لتتفوه شفتاه بكلمات مطمئنة دافئة.


يركض متلهفاً,يسابق دقات عقارب الساعة محمولاً علي دقاق قلبه, تزهر في دربة شقائق النعمان الحمراء المخلصة, ليضاهيها إخلاصا بالتضحيات.


ماثيو الهادئ الشفاف, بالكاد تتحدث ولكنك,تعلن عن وجودك.

رولا نضال

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات رولا نضال

تدوينات ذات صلة