"لجميعِ مَنْ جادَلتُهم باستحالة نفاذِ عطاءِ الفرد ... لم تُثبِتُوا أحقية إدعائكم الكاملة ؛ أهَملتم فرق الاستنزاف والنفاذ !.."
في ثنايا الخبرةِ التطوعيةِ والحياتيةِ -القصيرةِ لا الضئيلة - كانتْ مواقِعُ الاصطدامِ بدروسٍ حياتيَّةٍ جديدة هي مُعرِّفاتُ الأنطقةِ ، الرحلِ والشخوص أحيانًا ..
حرصتُ دومًا على المبدأِ الأبرز ( الرِحَلُ بطولها لا بنهاياتِها ) وعاشرتُ مصطلح الخير و أبناءِه من العطاء والتغييرِ للأمثل حتى ما عُدتُ أميِّزهُ بين ملامحيَ الظاهرة بشدَّة أو حتى ما عاد رميُ شرارةٍ خادعةٍ يَفي بفصلِها عن من أمسينَ أخواتِها من مكنوناتِ روحي .
وعلى الرغمِ من اختلافِها وتنوّعِها ؛ لم تخلُ أيٌّ من أعلامِ دولِ محطاتها كثيرةِ والعدة والحِدَة من آثارِ "نقاشٍ مع الرائج " ، ومن تحدّي القُدَّرةِ والنفس وتِباعًا لِنقَشاتِ جُملةِ : ( حلو تحبِّي تغيري يا رِتاج ؛ بس بكرا بتكبري وبتعرفي أنه ما بتقدري تغيري مجتمع .. غيري حالك ويخلف !! ) ؛ لربَّما كانت هذهِ أكرهُ الأقوالِ وأبغضِها إلى قلبي ، حفِظتُها حِفظَ المُلازم فوددتُ افتقادها ولو لمرةٍ واحدة وآمنتُ دومًا بأنني قادرةٌ على كسرِها في نهاية المسربِ الأطول بنجاحٍ يتزامنُ مع عطاء " لا ينفذ ! "
إلا أنني أستشعرتُ بقربي من تقبُّلِ بعضٍ من جزئياتها شيئًا فشيئًا ؛ تَخلَّلتني أم تَخلَّلتُها ( لا عِلم لي ) ؛ وجدتُني أعترِفُ بالاستنزاف و خُمولِ الهمة - مُحركي الرئيسي- وجاهدتُ الفكرةَ على الفكرة لنختتمَ نهاية المسرب باستنزافٍ يُثبتُ صحة الأقاويل ويَرفُضُ مصطلحاتها : يُستنزف ولا ينفذ !
المُضني في الأمر أنَّنا تحوَّلنا لأُمَّةٍ يستنزفُ بَعضها الآخر ! و عُدْنا بعُمُلاتِ التوقيتِ " الإدرَّاكي " لمراحلِ الإجهاد لإقناع المُسمَى بأصحيةِ مُسماه ؛ عُدنا لما يَستبِقُ الجاهلية !
أُستنزفتُ أم نفذت لم أصلْ لأيِّهما بعد ؛ لكنني كحرصي المترقِبِ المُعتاد أستشعِرُ للمرةِ الأولى - بحق - انخفاضَ مناسيبِها ، لا أستحمِلُ مفارقتها بعيدةِ المدى ولا أستقبِلُ اندثار العطاءِ أجمع فُرصةً واردة ، وعلى عتباتِ المجهول القريبِ قبل البعيدِ كعادته ، أترقَّبُ إلهامَ عودةِ همَّةِ العطاءِ لسابقِ عهدِها .
إلى حينها سأبحثُ عن ثالثٍ أُبدِّيهِ على اختيارِ النفاذ كتفضيلٍ لأمرينِ أحلاهما ... مُرْ !
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات