إلى عالم مارفيل...نتأمل قصة صنعت بطلاً وهمياً ترك قيم حقيقيّة



...في البداية ظهر لنا كصاحب الأموال صانع الأسلحة "ابن أبيه" ، لا يكترث لشيء إلى أن حدث ما غيّر حياته بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، الحدث الذي ترك أثراً في داخله مادياً بعد استقرار الشظية في قلبه ومعنوياً لبدء تجلّي قيمة التضحية...


ننتقل إلى اعترافه وجملته الشهيرة التي نبدأ بها و ننتهي كما انتهت قصة بطلنا فيها : " I AM IRON MAN "


ننتقل قليلاً إلى الداخل ونبتعد عن سرد الأحداث من الفيلم ...


الشر في العالم كان بنظره لا بد من نهاية له .... لا بد من إيقافه ... لا بد من حماية للعالم أجمع ... أول بصمات التضحية لشخصيتنا ، أقرب فأقرب كان لا بد له من حماية عائلته و المقربون له تماماً كحمايته لنفسه...


بين سقوط مدينة محلّقة والتضحية بنفسه...اختار التضحية بنفسه ، يعود الاختبار من جديد : بين صاروخ يمسح مدينة عن بكرة أبيها وبين التضحية بنفسه يختار التضحية بنفسه كذلك ...


ننتقل إلى التضحية الأكبر : اختفاء نصف سكان الأرض وبقائه مع عائلته ... أو اختفائه وبقاء العالم أكمل...ضحى بنفسه !


من الخارج يبدو المضحّون هم الأقل اكتراثاً لما يتطلب التضحية ... أما أول الهاربين فهم الأكثر كلاماً عن بطولاتهم التي حدثت في عقولهم فقط ...


أن تضحي يعني أن تكون الخيار الثاني بين خياراتك الشخصية أمر يستحق تأمله..التفكير به مرة و ثانية ... أن تتخلّى عن الأنا ... عن أناكَ لأجل الأخرين ...


تخيل نفسك تشتري قميصأً من ماركتك المفضلة لنفسك ثم تعود لتشتري نفس القميص ونفس اللون وتعطيه بكل طيب نفس لمحتاج ...


تخيل نفسك تقوم بخلع سترتك المفضلة أيضاً لمتشرّد ينام في الشارع..وتمضي قدماً بابتسامة...


التطوّع Volunteering:


من أجمل فرص العطاء وأكثرها إنسانية

أن تقوم بما تحب دون انتظار مقابل فتخالف الروتين المعتاد في العمل وهو أن تعمل بما تبرع فتتلقى مردوداً مالياً :"راتب" ... أما العمل التطوعي فغايته أسمى من المادة...

توجد فرص بأعداد مهولة للتطوع في منظمات محلية ودولية مثل الهلال الأحمر...الصليب الأحمر...اليونيسيف...ومحليا هنالك عشرات المبادرات التي تحتاج لمتطوعين لأنشطة تشمل فئات كثيرة مثل : الأيتام ، اللاجئين ...إن كانت منظمات محلية أو دولية كذلك مثل: مركز الحسين للسرطان .

كما يوجد فئات للتطوع مثلا هنالك التطوع الميداني و هنالك التطوع الاداري والتطوع عن بعد...


لا أقول هنا عليك أن تعطي كل شيء وتنسى نفسك ولكن عليك أن تعطي لترقَى...لأنك إن رعيت عيناً ترعاكَ عين الله ... إن جبرت خاطراً جبرك الله جبراً يليق بجبره...


العطاء قيمة تهذّبنا وتأخذنا لنرقى بأفكارنا وأنفسنا بعيداً...أن تعطي دون أن تنتظر مقابل...أن تسعد بسعادة الاّخرين ...أن تنفق مما تحبّ...أن تكون كغيمة مرت فسقت فروًت فأنبتت نباتاً طيباً أينما وطأت قدماك...





"قلبٌ بين يدي قلب...بيد الله كل قلب...عينٌ ترعى عيناً وعين الله ترعى... الكلمة الطيبة صدقة..تبسمك لأخيك صدقة..كل معروف صدقة"




سجى داود

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات سجى داود

تدوينات ذات صلة