عودةٌ...فعادةٌٌ ثمّ عبادة !

ابدأ بالعطاء من "الصفر"...من نفسك...من مكانك وانتهز فرصة التغيير للأفضل

منذ غروب آخر أيام شعبان وقبل أول أذان فجرٍ للشهر الفضيل،ساعات تفصلنا عن كل شيء و نعود بها إلى الداخل...إلى داخلنا وهنا أول خطوة "العودة" ...

نترك عادات سيئة ونستبدلها بأخرى أكثر نفعاً و أكبر أجراً ولا نسمح للفراغ أن يتربّع في جوفنا وهنا نكون أكثر تصالحٍ مع أنفسنا و ننتقل لثاني الخطوات ونقترب أكثر للذّات...

هنا "عادة" ...نبدؤها يوماً و ما لنا إلّا أن نكمل حتماً لغدٍ أجملَ وأجمل ...

نتأمل هذه العادة...نستغرب هذه السعادة...

فالاختلاف هنا يقيناً بالشعور...

كأنّ كل الحواس تتسخّر لتستشعر كل صغيرة وكبيرة من عمل صالح، من صدقة أو ابتسامة، من كلمة أو دعوة ...

كلها تزرع شعوراً فينا يحيينا من جديد ...

كأننا وصلنا هنا للمرحلة الثالثة..."عبادة"

اجعلوا رمضانكم على مدار العام...

قرار العطاء... اليوم وقته لا غداً...

أن تكون أفضل... اليوم ابدأ لا بعد غد...

ابدأ بصغائر الأمور وستجد أكبرها يبدأُ بك...

كيف أبدأ مشوار العطاء في رمضان من الصفر ؟

١.كن مضيف الطيران في المنزل!

ببساطة وقت الإفطار قم بتوزيع المياه على والدك،والدتك،زوجتك،اخوتك.

قم بعدها بتوزيع التمر عليهم قبل نفسك وخذ أجر إطعامهم وقت الأذان.

وبعد الانتهاء من الإفطار ازدد عطاءً وأجراً واكسب مودة وحباً ... وساعد بنقل الصحون إلى المطبخ و تنظيف مكان تناول الطعام

٢. العقاب المثمر !

خذ عهداً على نفسك بألا تشتم خلال الشهر الفضيل وفي كل مرة تنسى هذا العهد ، حدد مبلغاً من المال وضعه في مغلف أو حصّالة وفي نهاية الشهر الفضيل تبرّع بهذا المبلغ لجهة خيرية ...

عطاءٌ و تهذيب نفسٍ يصاحبهما شعورٌ لا كلمات تصفه ... جربه اليوم ... وستجد نفسك تستمرّ به طوال العام ...

٣.الإطعام "صدقة" ببلاش ومن المنزل !

نحن بحاجة لنافذة و علبة بلاستيكية أو صحن من المنزل فقط!

ضع هذه العلبة أو الصحن على النافذة و املأها بالماء من الحنفية أو بأحد أنواع الحبوب و أطعم الطيور المارة ... و لاتحرم نفسك الأجر ولا تستغني عن إطعامها كل يوم خلال الشهر الفضيل وبعده...

هنا قف واستشعر عظَمة "التوكّل" عندما قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام :

لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطاناً

تخيّل حقّ التوكّل على الله عند الطيور ... كل يوم تخرج ولا تعرف أين وجهتها،لكنّها على يقين أن الله وحده الرزّاق ... كل يوم سيقسم لها من رزقه ... فكن أنت السبب و اجعل لهذه الطيور قِسماً مما رزقك الله...