إن كنتِ أمًا متفرغةً لبيتك وأبنائك ولا تعملين خارج المنزل، فاحذري الوقوع في فخ التوهم بعدم أهمية التخطيط ليومك القادم
صدقيني، أنتِ الاشد حاجةً من غيرك للتخطيط برأيي،
هل تعلمين لماذا؟؟؟؟
لأنكِ بنظر نفسك تملكين وقتك وتتحكمين به وتظنين دائما أنّ لديك متسعًا من الوقت، وغالبًا ما تُغرِقُك إحدى هاتين الموجتين المتضادتين:
1_التسويف مما يؤدي لتقصيرك في بعض المهام الضرورية.
2_ اللهث وراء الإنجاز في المهام الموكلة إليك من موقع مسؤوليتك كأم؛ فتارةً مصالح الأولاد التي ترعينها، وتارةً أعمال المنزل، وتارةً أخرى حقوق الزوج عليك، حتى لا تكادين تُنهي مهمة إلا وتبدئي أخرى، لتعيشي في سباق مع الزمن يكاد يكون لا نهاية له، ظنًّا منك أنك بذلك ستنهي أعمالك وتتفرغي فيما بعد لنفسك كي تأخذي قسطًا من الراحة، أو حتى لتلتفتي إلى نفسك التي أهملتِها في زحام الأعمال المنزلية.
ولكن والله ثم والله، لا الأعمال ستنتهي ولا الزمان سيتوقف ليمنحك تلك الفرص مالم تقتنصيها، وتتعهدي أعمالَك تلك بالتخطيط والتنظيم.
ضعي خطة بسيطة ليومك التالي، وحددي قدرًا معقولًا لكل مجال من مسؤولياتك اليومية، وكوني حريصةً على أن تضعي اسمكِ في القائمة لتتعهدي نفسك بشيء من الخصوصية والعناية ولو بقدرٍ بسيط، كأن تقتطعي وقتًا لممارسة المشي، أو القراءة في كتابكِ، أو أيًّا من هواياتك،
نعم دوّني هذا الجزء الخاص بك في ورقة التخطيط، لا تختصريه لتكتبي: أفعلُ أيَّ شيء لنفسي وما إلى ذلك من التعميم، حدّدي ما تجدين روحك تميل له لي ذلك النهار واكتبيه ونفذيه بل واستمتعي به.
خذي فاصلًا قصيرًا بين الحين والآخر، ولا تستكثري على نفسك تلك الدقائق التي يستغرقها إعداد كوبك المفضل من القهوة أو أيًّا كان مشروبُك المفضل، إنها عواملُ معينة لشحن طاقتك، وليست مضيعةً للوقت كما تظنين، إنها اعترافٌ ضمنيٌ منكِ بإنسانيتك وبشريتك، وتمكينٌ لذاتك ورفعٌ لثقتك بنفسك.
أعودُ للنقطة الرئيسية لأذكركِ بحاجتك الماسّة للتمرُّن على وضع جداول أعمالك المنزلية،؛ فالتخطيط نصف العمل.
كما أنّك في أمسِّ الحاجة لإعادة ضبط دماغك على أنك لست روبوتًا مخلوقًا للعمل المتواصل ومساعدة الغير فقط، وتذكري لا بأس من تناثر الالعاب أحيانًا هنا وهناك.
لذلك أرجوكِ أزيحي من مخيلتك صورة البيت المثالي على مدار الساعة؛ لتقتربي من السعادة البشرية، تلك السعادة التي تعترف بالنواقص في كل الأمور.
التعليقات
😍👍👌