إن لم تصادف أشباه الأموات هؤلاء فأنت في نعمة كبيرة، واسأل الله العافية، ولكن أرجوك ألَّا تُشكِّك بوجودهم.
من يعيش يومه غيرَ منتظرٍ لحدثٍ في الغد، فهو لم يفعل بيومه شيئا ما لينتظر نتيجته.
يعيش يومه منتظرا نهايتَه؛ لتنتهي أحداثه الصعبة والبليدة.
من يستيقظ بقوة الدفع.
يستهجن الانبهارات والمفاجآت.
لا يقيم وزنا لمشاعر الفرح ولا يحترم مشاعر الحزن.
لا يملك شغفا ولا طموحا يُقيم صلبَه.
لا يؤمن بالتخطيط واستشراف المستقبل.
عنوانه هو: يومي يومي، لا ينظر لأبعد من موطئ قدميه.
لا يرى في أي شيء سببا للبهجة والسرور،
إن جاءه متفائلٌ أركسه،
وإن جاءه مبتهجٌ أطفأ شرارةَ الفرحِ في عينيه.
يعشق روتين البلادة والخمول ويبغض روتين الإنجاز والإضافات البسيطة.
إن بدأ خيرا لا يكمله، وإن بدأ شرا لن تستطيعَ إيقافه
يُمطِرك بوابل التذمر من كل ما يحيط به من أحداث وأشخاص، لا يكلّ ولا يملّ الشكوى في كل حين.
متشككٌ من نوايا الجميع، لا يرى الخير والصلاح في أحد؛ فالجميع سيئون في نظره.
يعيش في فقاعة الخوف، ومع الوقت يشملك بها لتعيشها معه.
الجميع على خطأ، وهو وحده المصيب.
يرتدي نظارة ضبابية، يرى من خلالها الحياةَ تصطبغ باللون الرمادي.
كل ما يجلب السعادة في نظره زيادة ورفاهية تنافي سبب الوجود؛
فهو يرى في الفرح ما يخالف ( ولقد خلقنا الإنسان في كبد) 🤦♀️🤷♀️..
دائما ما يرتسم على وجهه تجهُّمُ الحانق، وعبوسُ الغاضب.
يتغنى بالأحداث وسوئها، ويعمى عن النعم التي يعيش في كنفها.
فاقدٌ للاهتمام في أي شيء، وكل شيء، يعيش للاشيء.
لا يعترف بالترويح عن النفس بأي وسيلة.
يقتضب الكلام اقتضابا جائرا.
يكره التفاصيل الجميلة التي تعطي الأشياء رونقها.
يسير جسدا متهالكا كئيبا، يبث الطاقة السلبية لكل من يلقاه.
إن أقحَمَتك الحياة معه في تعامل ما، تستعيذ بالله منه ومن أمثاله، وتسأل الله أن لا يكتب لكم اللقاء مرة أخرى.
وإن أجبرتك الحياة على العيش معه، فستحتاج الكثير من المضادات النفسية للتعايش معه، وإلا فإنك ومع مرور الوقت ستجد من نفسك شخصا منطفئا متصفا بكل ما قرأته في الأعلى.
ضع سدا نفسيًّا منيعًا بينكما، وحصن نفسك بعلاقات أخرى إيجابية تذكرك دائما بأن الحياة جميلة، أوجدها الله لك لتحياها، ونهاك فيها عن الحزن.
إياك ثم إياك أن تصيبك عدوى الانطفاء منه.
ولا تحاول تعديل نظرته تلك للحياة؛ فباعث الروح هو الله وحده، ولن تجني من محاولاتك تلك سوى إيذاء روحك وقتلها بسيف الوقت معه.
فقط احمِ نفسك وكفى.
وأكرر قولي: إن لم تصادف أشباه الأموات هؤلاء فأنت في نعمة كبيرة، واسأل الله العافية،
ولكن لا تُشكِّك بوجودهم؛ فهم متواجدون في حياة غيرك ممن يصارعون من أجل البقاء في ظل التعايش مع هؤلاء الكئيبين...
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
❤❤❤