بإمكانك رسم صوره ذهنيه لما تحب أن تكون عليه في المستقبل
أهلاً بك عزيزي القارىء
لَطالما ارتبطت في أذهاننا كلمة "المستقبل" بالمجهول وكل ما يرتبط بالمجهول من أفكار و خيالات ،
و ما تُوَلِّده هذه الأفكار من مشاعر .
فالمجهول غالباً يَفضِي إلى خوف و حيره و قلق ؛ مِمَّا يجعل كثيراً من الناس يغرقون في الماضي و آخرين ينشغلون بالحاضر .
فالماضي يُشَكِّل لهم قدراً كبيراً من الإطمئنان يحتمون به لأنه ثابت و واقِع لا يمكن تغييره ؛ أمَّا الحاضر فهو وضع قائِم لا يُمكِن الهروب منه ، بالإضافه إلى أنه أكثر ضمانه .
بينما المستقبل هو ما لم يُرفَع عنه الستار بعد ..
فإن كنت عزيزي القارىء مِمَّن يرى أن المستقبل مجهول .. فأنا اوافقك الرأى تماماً ..
فالمستقبل هو الأيام و السنوات القادمه و أيضاً الساعات القادمه .. بل هو اللحظه القادمه..
و أيّاً كان مُسَمَّى "المستقبل" فنحن كبشر لا نملِك منه شيئا ، فكله في عِلم الله عز و جل ؛ و قد كُتِبَت أقداره بأمر من الله و أُمِرنا أن نُسَلِّم لمشيئته سبحانه و تعالى .
و لكن دعنا نَنظر إليه بِقَدر أكبر من الوَعى .
إننا بالفعل لا يُمكِنُنا تغيير أحداث المستقبل و أقداره لأنها قد كُتِبَت علينا ، و لكننا أُمِرنا بأن نَستَعِد له أَتَم الإستعداد .
فتكوين رؤيه واضحه من الآن لكل ما هو آت هو أمر ضروري لِتَحديد وُجهتك ؛ وكلما كانت رؤيتك أكثر وضوحاً وتفصيلاً كلما صار طريق السير أكثر دقه .
فالرؤيه هذه تشمل أمرَى الدنيا و الآخره ؛ فقد أوضَح الله في كتابه الكريم مشاهد مُتَفَرِّقه لأحوال الناس في الآخره بكل وضوح و دقه ثم ترك لك إختيار الطريق و الوُجهه و أَمَدَّك بالأسباب التي إن أخذت بها سَهُلَ عليك السير في الطريق ؛ فلولا معرفتك بأحوال أهل الجنه و الطرق المؤديه إليها لَمَا كَوَّنت رؤيه في مُخَيِّلتك لِما يمكن أن تكون عليه من نعيم في الآخره وَ لَمَا سلَكت الطرق المؤديه إليها وَ لَمَا أخذت بأسباب الوصول
و اجتهدت في الدعاء بالقبول .
و لولا معرفتك بأحوال أهل النار لَمَا تكَوَّنَت في خيالك رؤيه كانت سبباً في اجتنابِك ما نَهَى الله عنه
و لَمَا عَزَفتَ عن الطرق المؤديه للهلاك .
هذا فيما يَخُص أمر الآخره .
أمَّا فيما يَخُص أمر الدنيا فَلَكَ أيضاً أن تَضَع الرؤيه الخاصه بمستَقبَلِك و المبنيه على أهدافِك التي تَضعها لِنفسِك ، و كلما استفضت في رؤية التفاصيل كلما كانت خططك أكثر وضوحاً و دقه .
فالرؤيه المستقبليه إستراتيجية الناجحين و العظماء - فلا يهم أين أنت الآن و لكن المهم أين تريد أن تكون
و على أية حالَه .
فالخطوه الأولى هى تحديد الهدف
و الخطوه الثانيه هى وضع الرؤيه و التي هى بمثابة تصَوُّر تفصيلي للصوره النهائيه
ثم يأتي بعدها وضع الخطط و تحديد الأدوات للوصول للصوره المنشوده
فاستَخدِم خيالك و أطلِق له العنان ..
فبدون وضوح الصوره ما عرِفت الطريق و لولا اليقين بالله لَمَا أَيقَنت التحقيق
و تَذكَّر في النهايه عزيزي القارىء :
أَنَّه بالإمكان رؤية المستقبل و لكنه ليس من الممكن التَّنَبُؤ به .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات