شرحت هنا المعنى الآخر الذي نغفل عنه غالبا لعبارة ( الشخص الوحيد الذي يقف في طريق تحقيق أحلام ك هو أنت )

لطالما سمعنا عبارة ( الشخص الوحيد الذي يقف في طريق حلمك هو انت ) و غالبا ما تستخدم من أجل حث الاشخاص على المثابرة و تحدي الصعوبات و التوجه بشكل مباشر و مستمر نحو ما يحلمون به حتى يبلغوا غاياتهم و يحققوا امانيهم...و غالبا ما تفهم او تفسر هذه العبارة : ( انه مهما سمعت من حديث الاشخاص من حولك فخذ منه الجيد و أترك السئ جانبا كما لو انك لم تسمعه قط ، لإنه في اللحظة التي تقرر فيها إعارة انتباهك لهذا الكلام فأنت بذلك تضع عقبة الطريق أمام حلمك بنفسك ) هذا هو المفهوم الشائع لدى معظم الناس و لكن هناك مفهوم آخر مختلف تماما يغفل عنه الجميع او لنقل الأغلبية....


في حياتنا اليومية عندما نسعى للوصول إلى هدف معين ففي طريقنا الى ذلك الهدف هناك العديد من العقبات التي تواجهنا و نحن نحاول جاهدين تخطي كل تلك العقبات و لكن عندما يطول بنا الطريق يبدأ شعور اليأس باجتياح مشاعرنا و هنا يقرر البعض الاستسلام غير مدركين ان طول الطريق هذا هو إشارة مهمة لنقطة تحول فعلية في حياتهم ...

نعم عندما يطول الطريق غالبا فلابد و ان هناك شئ ما خاطئ ؛ أمر ما نقوم به بالطريقة ذاتها في كل مرة متسببين في حصول تلك الفترة الزمنية الطويلة بيننا و بين تحقيق أحلامنا .... فهل تحرينا يوما ما هو هذا الخطأ الحقيقي الذي نوقع أنفسنا في قبضته دائما ؟!!! عندما نوضع غالبا في موقف صعب أو بين خيارات صعبة أو حتى عندما تواجهنا الحياة بشتى صعوباتها و تحدياتها و نحن نحاول الخروج جاهدين من هذا المأزق ....... نحاول و نحارب بكل ما أوتينا من قوة ، غير مدركين لأمر مهم جدا ..، ألا وهو أن كل هذه العقبات و التحديات وضعت لغاية محددة .....نعم بالضبط كما أقول أنا الآن .... سأخبركم كيف :

كيف يمكن أن يكون للصعوبات غاية ؟ كيف يمكن أن يكون لصفعات الحياة غاية و لكن نعم هناك غاية .. تلك الغاية التي غفلنا عنها و نحن نخوض حرب الخروج و الفرار ....، عندما يضعنا المولى عز و جل في طريق ملئ بالصعوبات و التحديات و الحروب و المآزق فهو سبحانه لا يقصد أبدا أن يحملك ما لا طاقة لك به أو أن يبقيك في حرب لا خروج منها ... كيف وهو القائل عز و جل ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) فحاشى أن يكلفنا الله أبدا بشئ لا طاقة لنا به ..، هو فقط عندما يضعك في تلك المواقف لا يضعك إلا وهو يعلم أنك ستخرج ، يعلم أن هناك شيئا جيدا بداخلك أنت قادر على إخراجه ، يعلم أنك قادر ، هو فقط يريد أن تكون شخصا جيدا ، يعلم أن بداخلك شيء جيد و يريد أن يريك هذا الجانب الجيد فيك ،... تأملوها فقط فكم من أناس غيرتهم العقبات و التحديات و الصعوبات و الحروب .... أصبحوا أناسا لم يتوقع أحد يوم أن يكونوا ما هم عليه اليوم . لذلك اعلم أنه كلما طال الطريق فإن هناك شيء ما لا يزال جيدا بداخلك شيء يريد الله أن يريك إياه لأنه يعلم أن هناك شخص صالح بداخلك يحتاج الخروج و لن يخرج إلا بتلك العقبات و التحديات ....

صدقني انظر و فكر كما يجب أن تنظر و تفكر و سترى أن تلك الصفعة التي لطالما آلمتك في مسيرتك لم تكن سوى منحة ...نعم ، وهي منحة عظيمة إن أحسنت استخدامها فستصل الى حلمك و ربما الى شيء أكبر من هذا بكثير .... ان اردت حقا أن تصل الى اهدافك و أن تخرج من مآسيك و أحزانك فابدأ بتغيير نفسك ، ثابر و اسعى الى معرفة ما تحتاج الى تغييره ، أخرج تلك الروح النقية داخلك , اجعلها تمسك بزمام أمورك .... لذلك نعم بالفعل ( الشخص الوحيد الذي يقف أمام تحقيق أحلامك هو أنت ) .....

بقلمي : روان نادر السكري

أرجو أن أكون قد ألهمتكم ..... مع تحياتي و تمنياتي لكم بقراءة ممتعة و أوقات سعيدة .

إقرأ المزيد من تدوينات روان نادر السكري

تدوينات ذات صلة