366 يوما كفيلة بأن تغيرنا 360 درجة ، كفيلة بأن تغير طريقة تفكيرنا بالكون بأسره

2020 نعم لقد كان عاما فريدا ، عاما مميزا ، عاما مختلفا تماما عما سبقه ، سواءا أقرأت تلك الكلمات القليلة الماضية و خطر ببالك أفكار سواءا أكانت سيئة أو جيدة على الأقل نحن لن نختلف بأنه كان مميزا و مختلفا

حل علينا كضيف ثقيل جدا ، رغبنا رحيله بشدة بل و كنا نعد الدقائق و الثواني مترقبين رحيله بفارغ الصبر .....

.

.

و اليوم أخيرا قرر ذلك الضيف الثقيل الرحيل ، أعتقد انه أخيرا اقتنع أن وجوده قد أثقل كاهل الجميع و لم يعد هناك من يود بقاءه ... و بينما الجميع منشغل بالعد التنازلي لنهايته ، متحمسين لتوديع ضيف ثقيل و مرحبين بآخر لا يعرفون ماهيته أو ما يخبؤه لهم آملين أن يكون ضيفهم الجديد ضيفا خفيفا و مؤنسا .....

......

.......

قررت أنا أن أمضي اللحظات الأخيرة من هذا العام في كتابة رسالة وداع بسيطة ، رسالة أختم بها عاما كان حافلا بالأحداث ....

...

...

نعم أيها العام المنقضي لقد كنت عاما ثقيلا ، نعم لقد كنت مليئا بالأحداث ، لكنها كانت أحداثا مختلفة و متعبة و شاقة و مليئة بالتجارب و المغامرات و هذا لا يعني أبدا أننا لم نعش و لو شيئا بسيطا من الأوقات الرائعة و الجميلة التي لن ننساها أبدا و لربما تبقى بذاكرتنا مدة أطول بكثير من تلك الأوقات المعتادة الأخرى ، لقد كنت ضيفا ثقيلا و لكنك علمتنا الكثير ، علمتنا أمورا لربما لو عشنا ألف عام من أعوامنا المعتادة لما كنا تعلمناها أبدا .....

بدأت بتلك الجائحة التي اجتاحت العالم فجأة ، نعم فجأة أغلق كل شئ و توقف كل شئ و مع ذلك الركود الكبير توقفت حياتنا نحن أيضا للحظة ، انا لا أتحدث عن عمل أو خطط أو أحلام أو طموحات و إنما أتحدث عن وقفتنا مع أنفسنا ، نعم عندما توقف كل شئ من حولنا أجبرتنا على أن نتوقف نحن أيضا و لو للحظة واحدة مع ذاتنا ، جعلتنا ننتبه إلى العديد من الأمو التي غفلنا عنها لفترة طويلة ، جعلتنا ندرك قيمة تلك الامور البسيطة التي كنا نعتبرها ( روتينا ) ، جعلتنا نفكر باولئك الذين يحيطون بنا ، جعلتنا نميز أولئك الذين نسميهم أصدقاء ، كشفت لنا أقنعة كثيرة كان قد خبأها روتين الايام العادية ، جعلتنا ندرك قيمة الصحة و معنى أن تكون معافا بين أهلك و أولئك الذين تحبهم و يحبونك ، جعلتنا ندرك أن ضوضاء العائلة هي أجمل ضوضاء في هذا الكون الكبير ، نعم لقد كنت مميزا حقا ، و غيرتنا كثيرا .....

و على الرغم من أن هذه الجائحة التي قلبت موازين كل شئ بين ليلة وضحاها ، كانت نتائجها واحدة على مستوى العالم إلا أن كل فرد منا خرج بدرس مختلف تماما عن الآخر ،

كل منا كان لديه قصته المميزة التي يحكيها ، كل منا منا عاش مغامراته الخصة كل منا كان لديه تجربة فريدة ... أحيانا لا أصدق أن ذلك العام الذي بقينا نعد أيامه يوما بعد يوم ، ذلك العام الذي ترقبنا العديد من الأحداث فيه بخوف و توتر بالغين ، أحيانا لا أصدق أن كل ذلك قد مر ، نعم لقد مر كل شئ و لم يعد يفصلنا عن العام الجديد الآن سوى دقائق معودة فقط .....

..........


....

إن كنت قد تعلمت شيئا فإن أهم ما تعلمته في هذا العام هو أن كل شئ يمر ، نعم كل شئ ، كل تلك المواقف الكبيرة أو الصغيرة ، تلك المخيفة أو العادية ، تلك الحزينة أو السعيدة ، جميعها تمر لتصبح مجرد ذكريات ، نعم ذكريات نحن وحدنا من نوظفها إما لصالحنا أو ضدنا ، فأما تلك المواقف المخيفة ، الحزينة أو الصعبة ، فنحن إما أن نجعلها ذكريات مؤلمة و مزعجة و نصنع منها عوائق لأنفسنا أو أننا نجعل منها دروسا مهمة نتعلم منها خلال مسيرة حياتنا ، و أما تلك المواقف السعيدة ، العادية و اليسيرة فنحن قادرون إما أن نجعلها ذكرى عابرة أو أن نصنع منها حافزا يساعدنا على الوقوف في كل مرة نسقط فيها .

تعلمت أيضا أن التغيير ليس أمر سهل و لكنه ليس مستحيلا ، نحن نحاول و نحاول و نفوض أمرنا إلى خالقنا ثم كل شئ يحصل بعدها فهو خير طالما أن المدبر الله و لكن لابد من المحاولة و السعي قدر الإمكان .

تعلمت أن ليس كل شئ يبدو سيئا هو سئ بالفعل و إنما مع الأيام ندرك كم أننا احتجنا إلى حدوث ذلك الشئ السئ من أجل أن نصبح ما نحن عليه الآن او ربنا من أجل أن نصل إلى النجاح الذي وصلنا إليه في وقت من الأوقات .

تعلمت أن الفشل لا يعني نهاية الطريق , تعلمت أيضا أن السقوط لا يعني أبدا عدم القدرة على متابعة السير من جديد و تعلمت أن ليست كل البدايات السيئة تعني أن النهاية قد تكون بذات السوء فلربا هي الطريق الذي يمهد أجمل النهايات السعيدة .

تلك لم تكن سولى جزء بسيط جدا من العديد و العديد من الدروس المختلفة التي تعلمنها في هذا العام ....... و لا شك أن لكل منا قصته المميزة و الفريدة من نوعها ، لابد و أن نكون قد خرجنا من هذا العام ولو بشئ بسيط لابد و أن نكون قد حصلنا على شئ فريد مهما كان بسيطا ، لأنني أعتقد أنه سيكون من مزعج و المؤسف أن يكون هذا العام قد تميز بأنه متميز و مختلف و لا نخرج منه ولو بشئ بسيط مميز و مختلف .


..

..

في الختام أحب أن أقول ، نحن فقط من نقرر ما نريد أن نكون عليه ، لا أحد يمتلك هذا الحق إلا نحن ، و ستمر الأيام و سنكتشف أن كل سئ مررنا به كان لابد منه لكي نصل إلى ذلك الهدف ، الأقدار مكتوبة و ما كتب لك ستراه مهما كانت العقبات ، و ما لم يكتب لك لن تراه ولو كانت كل الطرق ممهدة و ميسرة له ، كان عاما مرهقا حقا و لكنه كان مليئا بالعبر و الدروس التي نحن ممتنون لها الآن ، أعتقد أن هذا العام هو العام الوحيد الذي سنتذكر كل يوم فيه بكل تفاصله الصغيرة منها و الكبيرة ، أعتقد أن هذا العام هو العام الوحيد الذي ستكون ذكراه أكثر من مجرد ذكرى ... سنكتشف أنه كان لابد من عيش تلك ال366 يوما بهذه الطريقة لكي نحقق ما نريد وسنكتشف في نهاية المطاف أن تلك المحنة التي مررنا بها جميعا لم تكن سوى منحة و تمهيدا لشئ أجمل بكثير مما كنا نتوقع .....

و كما أقول أنا ( عيش الصدف احيانا أجمل بكثير من عيش امر خطت له لدهور و سنوات ) .....

.

.مع تمنياتي لكم بأيام تملؤها السعادة و السرور و الإبتسامات ...

بقلمي :

روان نادر السكري .



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

" عيش الصدف أحيانا أجمل بكثيرمن عيش أمر خططت له لدهور و سنوات "
👌🖤 فعلا
أبدعتِ 👏❤️

أتركوا لي بعضا من تعليقاتكم الجميلة

إقرأ المزيد من تدوينات روان نادر السكري

تدوينات ذات صلة