كاسة صاحب النصيب ،كاسة البركة و الكرم و قصتها مع جدتي رحمها الله

كاسة صاحب النصيب


جدتي ام خليل ذات الروح الطيبة المعطاءة التي يعرفها كل سكان حارتها من الجيل القديم و الجديد.

يعرفها كل أصدقاء أحفادها و كل من يزور حارتها .

كيف لا يعرفونها و هي دائما في باب بيتها تنادي القاصي و الداني ليتفضل و يزورها و يشرب "كاسة" شاي.


لا أذكر ابدا من مر أمام بيتها دون أن ينظر اليه و يسلم عليها و لذلك كانت دائما تحضر الشاي بعدد أكواب أكثر من الموجودين لديها من الضيوف و عندما نسأل لمن هذا الكأس تجيب " لصاحب النصيب " فنجان قهوة زيادة لصاحب النصيب حتى حبات البوظة بزيادة لصاحب النصيب.

أحيانا صاحب النصيب خال من أخوالي، أحيانا حفيد من أحفادها، أو صاحب الدكان، جار أو جارة من الجيران، عامل نظافة الحي و بياع الترمس.

قديما حتى من يوزع فواتير الماء و الكهرباء ينل نصيبا من شراب بارد في الصيف لانه " بكون نشفان ريقه من الشوب، الله يرزقه" على حد تعبيرها.


جدتي كانت تقسم بقسم لم أسمع مثله أبدا " و حياة اللي عراسي " و عندما تقسمه لا يمكن لأي عذر أن يشفع لك إذا رفضت طلبها.

" و حياة اللي عراسي لتفوت تشرب الشاي، هيو جاهز " حتى لو عنى ذلك تأخرك عن محاضرتك أو عملك ستسمح لك بالذهاب لو شربت منها ولو القليل.


أي أحد يزور شارعها و يبحث عن بيت معين ستسمع من في الشارع يقول إسأل بيت أم خليل في مرجع لمن يسكن حيها. رحلت بركة حارتنا قبل أسبوع تاركة ذكريات لا تنسى لنا و لأهل حارتها ولكل من عرفها.


رحمك الله يا قطعة من قلبي.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

كلماتك لامست قلبي.. رحمها الله وامدك بالعافيه من كل شر 💛

إقرأ المزيد من تدوينات رشا علاونة

تدوينات ذات صلة