(بعضُ جراحِ المَرءِ ذِكرياتُهُ .. بَعضُهُ الآخرُ مُحاولاتٌ للنِّسيَان).

بينَ طَرفَةِ عينٍ وانتِباهَتِها تَنتهي أحداثٌ جَلَل ..

يبدأ فراغٌ عظيمٌ باحتلالِ قلوبِنا المَلأى بالثُقوب..

بينَ طرفَة عين وانتِباهتها تَبايُنٌ فَريد .. يُخبرك أنك في نقطةِ الصفر، وأنَّ كلَّ الذي كان -ربما لم يكن- لولا فارقٌ وحيدٌ وأحمق .. الذكريات!

الصورُ والأصواتُ المحفوظةُ داخل دَهَاليزِ عقلِكَ العاجِزِ عن كلِّ شيءٍ عَدَا استحضارِ بُكاء عَقيم ..

اختلافٌ أوحَدٌ يُخبرُك أنّ الأشياءَ تنتهي ما بَقيَت فيكَ عينٌ تَطرِف ..

وأنّك هَزيلٌ وفارغٌ جدًا ..

وأنَّ تقديرًا إلهيًّا في وَقعِ حادثٍ يُفقدُك ما أنتَ فيه منَ الحزن .. بأنْ يُمحى الفَارق الذي يجعلُ للسُويعات قيمةً ما .. شيئًا مُختلفا ..

يكتبُ لها بداياتٍ ونهايات, يُدوِّنُ فرحًا وغضبًا ويكتبُ الدمعاتِ الثِّقال ..

مَشيئةٌ إلهيّةٌ في جعلك مَلِيئاً بكلِّ شيءٍ عدا الذكريات !

ما الفارقُ بيننا وبين خمسِ أعوامٍ أخرياتٍ عَدا بعضٍ من الصورِ التي سَتَستَهلكنا وتزيدُ احتماليةَ انفجارِ دهليزٍ ما؛ يؤدّي إلى فقدِ الهُويّة!

ما الذي ستأتي عليه بعد ثلاثةِ أعوامٍ أخريات سوى حقيبة خضراءَ جديدة، شَعرتانِ بيضاوانِ وبعضًا من الذكريات ..

انقباضةُ صدركَ تخبرُك أنّ كلَّ شيءٍ يَلُفُكَ الآنَ قدِ انتهى مُنذ دقائقٍ خَمسين مَضَت تَحملُ معها ما لا يُطيقُ المرءُ منّا حَمله فينزلُ سُقيا حارةً تفيضُ من قلبك إلى وَجنَتَاك!

ليُخبرني أحدٌ ما, يبلغُ منَ الأعوامِ دَهرَين كاملينِ, ماذا يَحمِل غيرَ الذكرياتِ التي تقولُ له أنّه بالأمس ..

كان نائمًا بين رِئَتَيّ أبيهِ يَنفِثُ فيهما الأحلام .. !

إنّها إثباتُ وجود .. وَثيقتُنا التي نَعبُر من خلالها إلى أحزانٍ طِوال..

كلُّ شيءٍ إلى الذكرى ومنها..

كلُّ شيءٍ للزَّوال ..

لكنّ دهاليزَ عقلِكَ تَرفُضُ المبدأ؛ لتحتفِظَ فيكَ أنت..

فــأنــتَ كذلك بِضعٌ مِن ذِكــرَيـَـات!




فَرَح..

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

ابدعتِ 🌷

إقرأ المزيد من تدوينات فَرَح..

تدوينات ذات صلة