هي البركة ورأس المال، هي بلسم الحياة ونكهة البيت، هي الأمان الذي وضعه الله لنا في بيوتنا كي تقرّ عيوننا!
تلك التي تحتضن الأب والأم والأحفاد في آن واحد ، تلك التي حكمتها تعوّض قلة الخبرة لدى الآباء والأمهات، تلك التي رزانتها تطغى على تسرعم في كثير من الأحيان، تلك التي عاطفتها تتسع للجميع ولو بلغ الأحفاد من نسلها جيشا بأكمله لوسعتهم جميعا، تلك التي تفني نبضات قلبها فداء لترى من حولها في أتم الصحة والعافية، تلك التي تُغفر عندها كل خطيئة حفيد هارب من عقاب والديه إلى ملاذ حضنها الآمن ، تلك التي تجالسك بوقارها فتأخذ من كل كلمة عبرة ،كان ثمنها سنوات طوال من التجارب ، ثم تضاهي بروحها الشابة عنفوان الشباب بتفهمها واستيعابها لما آل إليه زماننا، وإذا لزم الأمر تراها كطفلة صغيرة ببراءتها وبساطتها لتجالس أحلام أحفادها الصغار وفرحتهم بالدمى خاصتهم، تلك الحكيمة التي تقف إلى جانب كل من احتاج وقفتها، وقفة المحارب الشجاع في ساحة المعركة، تلك التي تشعر ابنها بأن زوجته تزيد مكناتها عن مكانته في قلبها ،وتزرع في نفس ابنتها أن زوجها لا يقلّ أهمية عن إخوتها التي أنجبتهم من رحمها، تألف بين القلوب وتزن ما تقول في كل زمان ومكان ، جلّ همّها أن ترى أبناءها وبناتها سعداء ،غايتها أن لا تفرق الظروف والأيام بين أولادها، تدعوا في كل ليلة فتحيطنا جميعا ببركات دعائها ، تخاف علينا من نسمة الهواء ، هي القلب والبيت الذي نسكنه جميعا وبدونه نصبح بلا مأوى ، هي السقف للبيت الذي يقينا لوعة الحياة وكدرها، هي البركة والسعادة ونفحات الرحمة من الله عزّ وجل لنا ،هي الثّريّا، هي الجدّة، وليست أيُّ جدّة ، فقط الجدّة الموجودة في السطور التي أكتُب، كالجدة التي نشاهدها في الرسوم المتحركة مثلًا، وكجدّتي بالطّبع، الثُّريّا خاصتنا!
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
والله عرفت قصدك من اسم المقال