لماذا نتأثر بكلمات الانتقاد بسهولة و بنفس الوقت, نصد كلام المدح؟
كثيرون منا يسمعون كلمات المدح و يصدونها من غير حتى أن يشعروا. و على سبيل المثال, عند سماع بعض السيدات هذه الكلمات: " واو شو ضعفانة!", يأتي الجواب باحدى هذه الصيغ: "لا والله زايدة 5 كيلو" أو " أبداً مش ضعفانة, بس لأني لابسة أسود". مثال آخر, يحدث كثيراً في محيط العمل : " أبدعت بتقديم المشروع اليوم" و الجواب يأتي: " لا والله, بس لأن فلان ساعدني فيه شوي". و غيرها الكثير من هذه المواقف حيث نصد و نرفض المدح بشكل تلقائي.
و لكن لماذا نفعل ذلك؟ لماذا نقلل من قيمة عملنا و انجازاتنا؟
السبب كما تشرحه طبيبة علم النفس الشهيرة, د. ماريسا بير, بأننا و منذ الصغر, بُرمجنا على أن تقبل المدح يغذي عندنا الغرور أو مفهوم ال "أنا", و هذا طبعاً شيء ,و العياذ بالله, مرفوض! و لكن ما لا يفهمه معظم الناس أن تقبل المدح يغذي عندنا الثقة بالنفس و يرفع القيمة الذاتية في أنفسنا, و هذه كلها صفات يجب أن نعود أولادنا و منذ الصغر, على ممارستها. "
علينا أن نعلم أن من الأشياء التي تزيد الثقة بالنفس هي المديح الذي نتلقاه من الأخرين, و لكن الجديد أن الدراسات أثبتت مراراً و تكرارً أن ما يزيد هذه الثقة و يرفع القيمة الذاتية لأي شخص أكثر من ذلك هو مدح الانسان لنفسه. و عند قولي "مدح الانسان لنفسه" فأنا طبعاً أتحدث عن الحديث الداخلي الايجابي. الانسان بطبيعته يميل لنقد نفسه و التركيز على الأشياء التي لم ينجح بفعلها بدلاً من التركيز على الأمور الناجحة في حياته, و بالتالي يتجه حديثه الداخلي غالباً للسلبية.
تذكر أن القيمة الذاتية مبنية أساساً على ما تفكر به أنت عن نفسك أنت, و ليس ما يفكر به الاخرون عنك, و لهذا سميت ب "قيمة الذات" و ليس " قيمة الأخر". ا فاعمل دائماً على مدح و تحفيز نفسك عن طريق الحديث الداخلي, و شيئاً فشيئاً تزيد من ثقتك بنفسك و ترفع من قيمتك الذاتية. و هذا الشئء بالتالي ينعكس على كل من حولك و يظهر في تصرفاتهم معك, كنتيجة لذلك, عن طريق المديح. و هنا و عندما تتعود على مدح نفسك داخلياً تبدأ بتقبل المديح من الأخرين بسهولة و يسر أكثر. كيف تفعل ذلك؟ الطريقة بسيطة و سهلة جداً: في المرة القادمة و عندما تسمع كلمات المدح, انظر للشخص المادح لك, ابتسم له و قل " شكراً "
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات