لماذا نسمح للانتقاد بأن يؤثر فينا بهذا الشكل السيء

بدأت في الجزء الأول من هذه التدوينة بالجديث عن الأسباب التي تجعلنا نصد المديح دائماً, و في المقابل نتقبل الانتقاد. و معنى أن "نتقبل" في هذه الجملة هو ليس المعنى المألوف, بل معناه أننا ندخل هذا الكلام في أنفسنا و نسمح له بالتأثير فينا بشكل سلبي. و مثال على ذلك أننا اذا قمنا بانجاز ما و سمعنا مدحاً من جميع من حولنا الا واحد أو اثنين من الجموع, نقوم, لا شعورياً, بالتركيز فقط على هذه التعليقات السلبية, و نسمح لها بأن تسرق نجاحاتنا و انجازاتنا. و لكن لماذا؟


السبب و كما شرحته سابقاً أن وظيفة العقل الأولى و الأخيرة هي أن يحمينا من الخطر أو أي تهديد يداهمنا. لأنه و منذ ملايين السنين تبرمج على هذا الشيء بغرض حمايتنا و ابقائنا على قيد الحياة. و بالنسبة للعقل الاواعي فانه لا يفرق بين خطر دب مفترس يهاجمنا في الغابة, أو خطر كلمات سلبية و تعليقات سخيفة نسمعها ممن حولنا. بالنسبة له, كلها متشابهة و لها نفس الأثر النفسي و الجسدي. حيث يقوم العقل بتفعيل استجابة "الهروب أو الهجوم" لحمايتنا و ابقائنا على قيد الحياة.


و كما أقول دائماً: ان معرفة السبب هو نصف الحل. فهنا وبعد فهمي للسبب وراء اهتمامي دائماً بالانتقاد الذي أسمعه, أو حتى الأخبار السيئة التي تنقل الي, أستطيع الآن أن أسيطر على مشاعري أكثر باتجاه النقد, و أستطيع أن أقيم و أفكر بموضوعية أكثر , وأسأل نفسي: هل لما سمعته دليل مادي أو فعلي؟ و هل هدفه أن يفيدني و يساعدني على الارتقاء بنفسي, أم أنه فقط يقال ليجرحني و يضايقني؟


من أهم الأشياء التي يجب أن تعرفها عن الشخص المنتقد هو أن ما يقوله عادةً هو مجرد انعكاس لما في داخله. و أفضل تشبيه أعجبني للشخص الدائم الانتقاد لمن حوله, أنه مثل الشخص الجالس على أرجوحة الأطفال (السي سو) لا يستطيع أن يعلو من مكانه و يرفع من قيمته أمام نفسه, الا عندما يدفع بالشخص الآخر الى الأسفل,.. فتذكرو هذا الشيء.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات رانية السعدي

تدوينات ذات صلة