ما هو الخوف و لماذا نشعر به, هل هو شعور طبيعي أو مكتسب؟ و كيف نواجهه و نتخلص منه

هناك خمس مشاعر غريزية تخلق مع الانسان: الحزن, الغضب, الألم, الشعور بالذنب و الخوف. الهدف من الشعور بالخوف هو الحماية من الخطر, حيث أن وظيفة العقل الأولى هي أن يبعدنا عن الخطر. فعند احساسه بالخطر يقوم العقل ببعث اشارات للجسم . حيث يبدأ الجسم بعدها بافراز هورمونات الكورتيزول و الأدرينالين. و يقوم بدفع كل الدم في الجسم في اتجاه العضلات, و ذلك بغرض تفعيل استجابتنا للهروب من الخطر أو مواجهته و محاربته.(نحتاج عضلاتنا في هاتين الحالتين)


بعد انتهاء التهديد و الخطر, عادةً ما تعود مستويات الهرمونات و التغيرات التي حدثت لمستواها الطبيعي. المشكلة تكمن في و جود خوف و توتر دائم يؤدي لارتفاع هذه الهورمونات بشكل دائم و بالتالي يؤثر صحة الانسان على المدى الطويل. و حتى نستطيع أن نفهم ما هو القلق, يجب أن نعلم أولاً أنه جزء من الشعور بالخوف.و تعريفه هو: الخوف من شيْ ممكن أو غير ممكن ان يحصل في المستقبل. و هو أيضاُ مرتبط بعدم وجود السيطرة على موقف معين في المستقبل.مثال مألوف : الأشخاص اللذين يشكون من الخوف من الطيران , في الحقيقة هم عندهم خوف من فقدان السيطرة. لأنه لو فكرنا فيها واقعياً و احصائياً, الجزء الأخطر في رحلة الطيران هذه هو الطريق بالسيارة من البيت الى المطار.


الشي اللذي لا يعرفه الكثيرون , هو أن الدراسات أثبتت أن أي شعور يمر بنا, يقضي مروره, كموجة دماغية, 90 ثانية فقط من بدايته الى نهايته. لكننا نجعله يستمر لمدة أطول بكثير عن طريق الأفكار الي نفكر بها و القصة الي نربطها مع الحدث. و الطريقة الصحية لمعالجة هذا الشعور بالقلق هو ان آخذ الوقت لنفسي لأفكر و أتقبل و أعترف بهذا الشعور الذي يجتاحني. و هذه هي أولى الخطوات لمعالجة القلق.و ما يحدث عادةً عند معظم الناس عند الشعور بالقلق ثلاث أمور: اما التفادي, أو التلهي أو التخدير. و هذا ما نسميه ب "كبت المشاعر" , و لكن يبقى السؤال: أين تذهب كل هذه المشاعر المكبوتة عنما نعجز عن مواجهتها و نسمح لها بدقائق من حياتنا حتى تعبر بسلام؟ و الجواب هو أنها عادةً ما تظهر بعد بضعة سنوات في أجسامنا على شكل قرحة أو ألم في الظهر أو في الرأس.


فاذاً كيف يمكن التعامل مع الخوف و القلق؟


نستطيع فعل ذلك عن طريق خمس خطوات فعالة:


1. الاعتراف و تقبل شعوري بالقلق: السماح له بأن يأخذ مداه و المرور ل 90 ثانية فقط في نفسي.


2.معرفة سبب هذا الشعور, و ذلك عن طريق الجلوس مع النفس لفهمها أكثر, أو عن طريق الكتابة على الورق (و تمزيقها بعد ذلك) حيث تساعد هذه الطريقة على اخراج الضوضاء من ذهننا و تعطينا رؤية أوضح و منظمة للأمور التي تقلقنا. تساعدنا هذه الطريقةعلى تقليص القلق حتى نستطيع التركيز على حل المشكلة.


3.نسأل أنفسنا: ما هو أسوأ سيناريو ممكن أن يحدث؟


4.و هل هناك آخرون مروا بهذه التجربة و نجحوا؟


5. ما هي الخطوات التي أتبعها في الحل؟ (وضع الخطوات تعطينا الشعور بالسيطرة على أي موقف و هذا شئ أساسي في التغلب على الخوف و القلق في حياتنا)




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات رانية السعدي

تدوينات ذات صلة