ما قُرِنَ شيء إلى شيء أفضل من الإخلاص إلى تقوى، ومن حِلم إلى علم، ومن صدق إلى عمل، فهي زينة الأخلاق و منبت الفضائل
عادة ما يأخذ الكاتب فترة زمنية معينة ينقطع فيها عن الكتابة والتأليف وذلك لتكوين بعض الأفكار وترتيبها ووضع خطة واضحة للكتابة أو بالمعنى الأكثر صحة إلى أن يلامس الكاتب شعور معين، في تلك اللحظات تكون للإنسان القدرة على الكتابة الإبداعية والانقياد اللاشعوري في أفق الخيال الواسع والرضوخ للرغبة البشرية في إطلاق تلك المشاعر خارج الصندوق العظمي البشري.
في تلك اللحظات تُنَسِق الحروف نفسها تلقائياً وتُنَظِم الكلمات وقعها في النفوس بالشكل الصحيح فقط لمجرد أن الكاتب شعر.
فإذا أراد الكاتب أن يصل الشعور لابد أن يتقن عمله ، ولابد أن يجسد ما لامسه،
فالخواطر ليست إلا مشاعر خطرت في القلب جراء حدوث أمرٍ ما، فصاغها العقل بلغته وأيد اللسان بالحروف المناسبة للنطق والبوح بها 🤍
لذلك فإن هذه الخاطرة تختلف كليًا، ربما لأن مُلهمي في هذا المقال هو استثناء، ربما لأن مشاعر الكاتبة تعرضت للبعثرة، و للفوضى العارمة، ربما لأن العاصفة جاءت ولأول مرة قبل الهدوء والسكينة والطمأنينة، والرضى التام بقضاء الله وقدره.
عندما أخاطب الفئة المسلمة التي تُقِيتُ افئدتها بالأيمان القطعي والإدراك الجازم بوجود الله تعالى فأنا على يقين أن القراء سيستشفون مقصدي وغايتي، لأن الإيمان بوجود الله هو محور ارتكازي وعليه شيّدتُ كل كلماتي.
كما جميعنا يعلم أن لله عزوجل ٩٩ اسماً ولكل اسم خاصية وحكمة إلهية معينة ذكرها الله عزوجل في كتابه الكريم مثال :( السميع ، العليم، البصير، الخبير، الحكيم) أو ترك لعباده استشعار بعضاً منها مثل:( الرزاق، الكريم ، الرحمن ، الودود، الجبار)
خذ بُرهَة قصيرة و ركز في آخر كلمة قليلاً ثم تابع معي .
أظن انك و بلا شك استنتجت موضوع اللقاء في ملهم مجدداً .
موضوع لقائنا اليوم هو الصدق وإخلاص النية لله تعالى:-
ترتكز هذه الجملة على مصطلح مهم جداً وهو (الإخلاص )فما هو؟
الإخلاص :- خُلُقٌ عظيم وصفة جميلة وجليلة ،يتحلى بها الإنسان المؤمن الحق وهو أصل أصيل في قبول الأعمال.
وهنالك أمثلة كثيرة على الإخلاص ، وأجملها حُلّة ،تكون على هيئة إخلاص العبد لربه
أي أن تكون النية لله تعالى لا تشوبها شائبة ، من دون رياء أو نفاق أو لتحسين سمعة، أو لتجميل صورة أمام الناس
ونستطيع استخدام معنى الإخلاص كسبيل لتوطيد تقوى الله في القلوب،
وذلك من خلال العمل ، وكيفية العمل تكون بأن نجرد النية ، أن تكون النية لله لا لغيره،
ألا يكون في جوف الإنسان وفي صدره غير الله كي لا تكون مشوهة بالغايات البشرية لإرضاء الناس.
فكما قال الإمام مالك :"ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع
وانفصل.
تذكر أن الديمومة لله ومع الله وبالله فقط.
وأن لا يختبئ خلفها سوى حب الله عز وجل والسعي ابتغاء مرضاته ونيل جناته،
فإذا أخلص العبد لله أخلص الله له كما قال في كتابه الكريم :(وما تفعلوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون).
فالخير سوف يرد ،سواءً أكانت هيئة الخير على بشر أو قدر.
كما قال أيضاً:(مَثَلُ الذين يُنفقون أموالَهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبعَ سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم).
وكذلك عوضه عز وجل يأتي أضعافاً مضاعفة،
لابد أن في الحياة التي نعيشها من وجود عثرات ،إصابات ،مشاكل قد يمر بها الإنسان ، تؤدي به للاكتئاب و الحزن الشديد، تقود به إلى زوايا الوحدة والانعزال عن العالم أجمع
ولكن في لحظةٍ ما تُحَطم هذه الزاوية،
في لحظةٍ ما يأتي قدر الله بالمفاجئات،
يأتي قدر الله بالعلاج التام، بالشعور الجميل ،شعور الرضى والتسليم.
ليحظى بقدرٍ من السعادة إذا كان حزيناً، وليُشفى إن كان مريضاً، وليضحك إن كان عبوساً، لتهدأ روحه والجسد.
وهذا ما يسمى بعِوَضِ الله، أي أن الكسر يُجبَر.
لعلنا لا نلاحظ ولا ندرك حقيقة هذا الأمر في الوقائع الكونية، لأنه وعادة ما تبدي لنا شخصياتنا البشرية رأيها في الموضوع بشكل آخر،، عادة ما تشبه نفسها بالزجاج المكسور غير القابل لإعادة التشكيل والتعديل مرة أخرى.
أي في حال تعرض أحدنا للخذلان من أحدهم وجارت عليه مصائب الزمان يستشهد بعبارات كثيرة مثل: (لا شيء يعود كمان كان)، (لن تعود الثقة كسابق عهدها)، (لا يمكن اصلاح ما أفسد الدهر) وإلى آخره من هذه العبارات،
حتى أن العقل الباطني يرفض قبول أمر غير منطقي.
إلا في قانون الله سبحانه وتعالى،
إذا عاد الشئ فسيكون أفضل مما كان عليه ولكن بهيئة جديدة ، واذا كان الوثوق به ضعفاً أمدك بالفرج أضعافاً ، واذا ،وإذا كُسِرَ الخاطر ،أصلحه الله بلطفه وكرمه ، بتيسير العسر ، وتفريج نوائب الدهر ،
في قانون الله تغلب السعادة الحزن، وتغلب الراحة
التعب والعناء ، ويغلب الحب الكراهية والبغضاء .
فعندما يرى الله عز وجل عبده ضعيفاً منكسراً ضائعاً بحاجة إلى طوق نجاة يتشبث به قبل احتمالية وقوع الغرق ، بحاجة إلى يد الغيب الخفية التي تدركه و تدرايه قبل الوقوع في الهاوية ، يسانده ويمده بعونه.
كما تعلم عزيزي القارئ أن الحياة الدنيا قائمة على العناء فهي دار قرار لا استقرار، وليست دار رغد وهناء ،إنما دار تعب وشقاء ، فلابد من عيش بعض الصعوبات لاجتياز ظروف معينة قد تكون صعبة نوعاً ما، قد تؤدي إلى انهيارات عصبية ، أمراض نفسية وجسدية ، فالحزن أمر ليس بالهين على الإنسان ، والحزن الشديد ليس للإنسان الا كالعدو المنافق البريئ الذي يجمل نفسه بوشاح المشاعر السلبية ، العدو الذي ينتهز كل الفرص التي تساعده على النيل من جسد الإنسان الضعيف والسيطرة على أفكاره بالأوهام الزائفة ،
مع الله تختلف القوانين وتتغير الشرائع الممنهجة ، وفي تعاملنا معه تعالى تختلف المعادلات وتختلف طرائق حلها ،
وعلينا حتماً التفرقة وبشكل واضح بين التعامل معه عز وجل وبين التعامل مع البشر ومن ضمنهم نفسنا البشرية أيضاً،
معه تسير الأمور بشكل سهل ومريح غير الذي اعتدناه مع البشر ومع أنفسنا احياناً،
من الأمور التي قد تسعد الإنسان وتشعر الإنسان بالرضى والطمأنينة وتؤكد وجود الله تعالى وأنه حقاً اقرب إلينا من حبل الوريد ،وأن الله حقاً يشعر بنا ويرعانا ، حتى وإن كان الإنسان عاصياً وقصد باب ربه عز وجل لا يرده خائباً ولا يتركه وحيداً.
فنرى هذا عندما يعوض الله عز وجل عندما ينهمر على العبد بكرمه وسعة رزقه ، على سبيل المثال عندما يمنع الله سبحانه وتعالى عملاً معيناً عن فلان من الناس ليس إلا لعوض قادم، عندما يحرم انسان من انسان آخر ليس إلا لبديل أفضل ،
خسارة مادية لاحدهم قد يفتح بها باب رزق أكبر وأوسع من الذي كان فلا داعي للخوف لا داعي لحرق الأعصاب والإذعان لفكرة الخسارةالحتمية ، الربح قادم فصبر جميل 🤍
يُتبَع بإذن الله...
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
مبدعة والله
رضي الله عنك يا راما 💜
ماشاء الله عنك يااا نوارة الله يفتح عليك فتوح العارفين
كأني عرفت الملهم 😎 م …..