متى وجدت الوحدة وجد الحزن معها؟ اترك وحدتك وتمتع بمحبة الله

إنّ الحياة في القرب من الله جنّة الدّنيا وراحة بال عظيمة أما فضله بداية حديث لا نهاية لها فالله أكرم الأكرمين ... في الحياة نعيش مختلف المشاعر من حزن وفرح، وفي كلتا الحالتين نحن بحاجة إلى الله عزّ وجل لأنّه لا وجود للحزن بالصّبر على قدر الله وطلب رضاه كما لا زوال للفرح بحمد الله، يقال "متى وجدت الوحدة وجدت الحزن معها" ولكن الأصح هو أنّه متى ما وجدت الحزن عد إلى الله، وراجع ما فاتك من وردك من القرآن والأذكار، تذكر كم صلاة قد أهملت ولم تصلها على وقتها، احذف كل الغناء الذي تسمعه، اجعل حفظ القرآن عادة يومية، تقرب من الله وستعرف لذة الاستقامة أمّا إن وجدت الحزن من كثرة الابتلاء فاعلم أنّ الله يحبك وسيريك الله عجائب قدرته فقط اصبر وقم وتوضأ صلي ركعتين، وفضفض لله سبحانه وتعالى وحده مع إلحاحك في الدّعاء في سجودك وداوم على ذلك، وسترى الرّاحة والجبر بعينك، وإن شعرت بالفرح فاحمد الله كثيرا وصلي ركعتين شكر وادعو الله أن يديم فرحك ويحفظ نعمك من الزّوال لا تنسى إن الله غفور رحيم كريم صاحب العوض الجميل، نبتلى نصبر فنرضى بما كتب الله لنا فيعجزنا جزاء الرّضاء والقناعة، نعم هذا هو كرم الله تعالى فقط برضاك وصبرك يعوضك عن كل ما فقدته، يرزقك الرّاحة والسّعادة بعد الشّقاء، يجبر خاطرك وكأنّه لم يكسر لك خاطر، عن ماذا أتحدث فقط؟ .. كرم الله لا تعبر عنه كلمات ولا تظهره ملامح وحكايات فمن الذي يستقبلك خمس مرات في اليوم وأكثر، وفي كل أحوالك أيضا بغير الله عزّ وجل يستقبلك وأنت حزين، سعيد، عاجز، مكسور الخاطر، قوي وذلك من فضله وكرمه عليك .. فمن منّ عليك بالصحة والعافية، من منّ عليك بالنّعم التي لا تعد ولا تحصى البصر، السمع، قدرة الكلام، الحركة والعقل السليم كلّه من عند الله وحده .. إنّه الذي إذا عصيته وتبت قبلك وعفى عنك .. إنّه من إذا أخطأت كانت لك كل الفرص للتوبة .. إنّه من إذا انتكست جعل لك مخرجا وعونا للعودة للطّريق المستقيم .. إنّه من يرزقك دون حساب إنّه من يبتليك ويعوضك خير العوض حتّى تعجز عن الكلام .. إنّه من تظن به الخير فيعطيك الخير كلّه لقوله في الحديث القدسي "أنا عند ظنِّ عبدِي بي إنْ ظنَّ خيرًا فلهُ، وإنْ ظنَّ شرًّا فلهُ "، إنّه الله الذي كان معنا في كلّ المرات دون حساب، إنّه من إذا فشلت مدّك بالقوة وكتب لك في القادم كل النّجاح والتّيسير، إنّه الله إذا لم تجد من يشجعك شجعك الله بتوفيقه لك ...

إنه الله الكريم الرّحيم فأجمل ما قيل عن رحمة الله وكرمه "وتشاء أنت من البشائر قطرة ويشاء ربّك أن يغيثك بالمطر، وتشاء أنت من الأماني نجمة ويشاء ربك أن يناولك القمر، وتضل تسعى جاهدا في همة والله يعطي من يشاء إذا شكر".

خاطرتي من كتاب جامع الكتروني بعنوان "متى وجدت الوحدة وجد الحزن معها؟ اترك وحدتك وتمتع بمحبة الله


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أريام ذويبي

تدوينات ذات صلة