التاج هي قصة بوليسية قصيرة للكاتب والقاص رائد يونس النبراوي
جلست نورا على كرسيها في المطعم والتوتر واضح من حركة فرك يديها كأنها غاضبة من شيء ما أو منتظرة شيء ما، مسكت جوالها وأطلعت على صور لها ولصديقتها سلمى وهي متوجة بكأس ملكة جمال الجامعة وهي واقفة بجانبها مصطنعة ابتسامة صغيرة على صدغيها الجميلين.
رأت سلمى في مدخل المطعم قادمة إليها وكعادتها في كامل أناقتها، ثواني صغيرة سرحت فيها نورا حاسدة سلمى علي كل ما هي فيه، ملبسها حياتها وعائلتها، لسلمى كل ما ترغب فيه وكل ما تتمناه أي فتاه.
انتبهت نورا لنظر الرجال لسلمى وهي داخلة حتى جلست امامها، فابتسمت لها نورا متفحصة جمال وجهها وطول شعرها ومفاتن جسدها فلسلمى محاسن يتمناها كل رجل يشاهدها.
- عقلك مشغول في حاجة، قالت سلمى.
- لا أبداً، ليه أتاخرتي.
- يدوب خلصت شوبينج ولسه واصلة.
عادت نورا إلى ابتسامتها وأخرجت علبة صغيرة من حقيبتها وقدمتها لسلمى وقالت لها.
- حبيبتي سلمى مبروك على التاج وان شاء الله قريبا نحتفل بتاج العالم كله.
مسكت سلمى العلبة وفتحتها وأخرجت منها عقداً ذهبيا جميلاً، فتبين على وجهها السعادة عند رؤيتها، فهي من ذلك النوع الذي يحب الهدايا حتى ولو كان شيء صغيرا، فقالت مبتسمة: حبيبتي نورا شكرا كتير ليكي أنا كمان كان لازم أجبلك هدية.
- لا حبيبتي مو ضروري أنا بالكاد الوصيفة يعني ما فزت.
- ان شاء الله تفوزين المرة الجاية.
رسمت نورا ابتسامتها وقالت: تعرفي كنت أقلب في صور المسابقة من شوي، والله صعبت عليا هند. نظرت لها سلمى نظرة وكأنها تقول لها لقد فهمت ما ترمين إليه، فلم تجب على نورا ووضعت العقد في علبته وأغلقتها ووضعتها أمامها. لاحظت نورا أن سلمى قد تضايقت من ذكر اسم هند وكأن أسعدها ذلك فواصلت حديثها: يعني مو كفاية خسرت اللقب لا وكمان متهمة بالسرقة.
قالت سلمى مغتاظة: دا مصير أي احد سارق يعني مو معقول ملكة جمال الجامعة تكون سارقة.ضحكت نورا ضحكة قوية لاحظها كل من في المطعم، فغطت فمها بمنديل أمامها لتكتم ضحكتها. أنتى شو فيك، قالت سلمى.
- بصراحة ضحكتيني سلمى يعني نقتل القتيل ونمشى في جنازته.
- صه وطى صوتك لا أحد يسمعنا.
- لا صدق يعني نخلى مجوهرات في شنطتها عشان يتهموها بالسرقة ويبعدوها عن المسابقة وتقولين تستاهل.
نظرت لها سلمى نظرة طويلة وقالت بعد لحظات: ما تنسين اذا كانت هند الملكة ما راح كنت فزت أنا ولا أنتي كنتي الوصيفة، يدوبك كنت راح تكوني بالمركز الثالث. أوقفت نورا ضحكتها وكأنها شعرت بالتسرع فيما قالت فلحقت نفسها قائلة: سلمى حبيبتي لا تزعلين المهم بنتظرك اليوم في البيت عاملة ليكي احتفال بمناسبة فوزك.
- لا مو ضروري يعني كفاية الهدية.
- لا كيف أنا عندي كام سلمى، يلا خلينا نروح عشان ألحق أسوى التحضيرات.
ابتسمت لها سلمى وغادروا الاثنين سوياً المطعم. وفي المساء وصلت سلمى بيت نورا، ولكنها لم تكن في استقبالها، بل وجدت خادمة قالت لها أن نورا موجودة عند حمام السباحة، فاتجهت سلمى صوب حمام السباحة لتفاجئ بما رأت. رأت نورا مكبلة على كرسي على حافة حمام السباحة وعلى فمها شريطة لاصقة وبجانبها وقفت هند مبتسمة لها وهي ماسكة ظهر الكرسي بيديها.
- قربي هنا ولو عملتي أي حركة صاحبتك هتكون في حمام السباحة. قالت هند بهدوء.
اقتربت سلمى منهما وعينيها على نورا والتي أغرقت الدموع عينيها والخوف بدا واضحاً أنه سيقتلها، نظرت
سلمى إلى هند وقالت لها بصوت منخفض: اهدين هند شو راح تسوى، راح تودي حالك في داهية.
ضحكت هند ابتسامة خفيفة برزت فيها أكثر ملامحها الخمرية الجميلة وتفاصيل وجهها الصغير وقالت: داهية، في داهية أكتر من أنى أكون سارقة.
- أنتى شو بدك الحين.
- شيء بسيط، هتمسكى جوالك وتبعتي رسالة لكل أعضاء لجنة التحكيم وتحكي فيها اللي حصل،
وكمان هتكتبي على تويتر أن أنتي السبب في اتهامي بالسرقة.
- أنت شو بتقولي أنا مستحيل أسوى شيء زي كدا.
ابتسمت لها هند ونظرت في عينيها للحظات ثم ضغطت على ظهر الكرسي المكبلة عليه نورا، فرُفع الكرسي على رجليه الخلفيتين، وبدا أن نورا ستسقط في حمام السباحة، فصرخت من خلف الشريط اللاصق، انتفضت سلمى من حركة هند وقال مسرعة: انتظري يا مجنونة راح تموتيها.
- ابعتي الرسالة وأكتبي التويتة وإلا راح تكوني سبب في موت صحبتك.
زاد صراخ نورا من خلف الشريطة ونظرت إلى سلمى بقوة وكأنها ترجوها أن تفعل ما تطلبه منها هند، ترددت سلمى للحظات، ولكنها لم تتمالك نفسها ونورا تصرخ لها فمسكت جوالها وكتبت عليها الرسالة وأرسلتها إلى أعضاء لجنة تحكيم المسابقة ثم دخلت على تويتر وكتبت عليه تفاصيل مع حدث مع هند من اتهامها بالسرقة لكي تستبعد من المسابقة وتفوز هي، وبعد أن انتهت مسكت جوالها ورفعته في اتجاه هند وقالت صارخة: لقد فعلت ما طلبتي اتركيها الان.
أخرجت هند هاتفها وفتحته وتأكدت مما فعلت سلمى ثم ابتسمت لها ابتسامة فوز، وتمعنت في عينيها وقالت لها: كما تدين تدان. ثم وبحركة مفاجئة سحبت ظهر الكرسي ورمته في حمام السباحة، وابتعدت في اتجاه البيت، فصرخت سلمى وأسرعت إلى حمام السباحة لنجدة نورا. وعندما وصلت إلى حافة الحمام تفاجئت بنورا تخرج من حمام السباحة والحبال قد انفكت من عليها فقالت لها مسرعة: نورا أنتي بخير.
- أي الحمد لله.
- بس أنتي كيف فكيتي نفسك.
لم تجبها نورا ونظرت في عينها للحظات ثم ابتسمت لها قائلة: مو قالتك هند كما تدين تدان. ضحكت نورا ضحكة قوية وبدا على سلمى أنها لم تفهم شيء.
- انا مو فاهمة شيء.
- الحين اللجنة وصلتها الرسايل وراح يستبعدوكي وحسب قانون المسابقة إن الوصيفة هي اللي راح تاخد اللقب، التاج راح يكون لي.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
ان شاء الله تعجبكم القصة القادمة
وشغلة ثانية ما اعتقد ان العنوان كان مناسب للقصة واحداثها
بصراحة القصة حلوة بس اعتقد انو القصة السابقة كانت افضل لانو من بداية القصة كانت الاحداث متوقعة لكن في النهاية تعتبر قصة مسلية.