ما أجمل ذلك القلب الذي يبكي في الظلام إلا أن يتضمد الجرح بالدموع فيصبح أقوى.
لا أحد يعرفني، لا أحد يعلم ما أفكر به ولا بما أحلم أو كيف أكون في شدائدي و وقت العزم. لأنه لا أحد كان معي حين كنت أغلق على نفسي باب غرفتي و أقضي ليال طويلة أحاول فيها أن أبدأ صفحة جديد بعد خيبات كثيرة. لا أحد كان معي حين كنت أعاتب نفسي و أجرحها و أنا أحاول أن أنسى الخذلان الذي أعيشه. أتعلم ما يعنيه الخذلان؟ مايعنيه أن تأمل في أحبتك شيئا لا تجده و أن ترتجي منهم الحب فيصفعونك بخيبة تلو الأخرى. و كم مؤلمنا أن تلاقي الصدق بالكذب و الخداع. بل كم مؤلمنا أن تدرك أنك كنت غريبا عنهم حين كانوا أقرب إليك من نفسك.
من كأس الخذلان تذوقت مرارة الحياة، لكني شيئا فشيئا تعودت إلا أن صار المذاق كماء الزهر، طعمه مر بعض الشيء لكن فوائده لا تحصى و لا تعد.
فما أجمل ذلك القلب الذي يبكي في الظلام إلا أن يتضمد الجرح بالدموع فيصبح أقوى. و ما أعظم تلك الروح التي تتجرع مرارة الخيبات إلا أن تصير أمتن. إنها تلك الرصانة التي تتحل بها فجأة حين تدرك أن الخذلان الحقيقي هو خذلان النفس، أي أن تترك نفسك بين يديهم و تهملها، ان تحب من لا يستحق حبك و أن تسامح من يسرقون منك عمرا أهدرته في التضحيات،
و ما أجمل ذاك الفقد، حين تفقد جميع من كان حولك لكنك في المقابل تعثر على نفسك. و أن تنصر نفسك بعد أن تقاعست في أن تجد لمن لا يستحقك بديلا، فالبديل ليس إلا أن تجد نفسك و ان تحبها بكل ما فيها من عيوب.
لا أسف على من غادروا حياتي، بل أسفي على نفسي لأني إنتظرت كل هذا الوقت كي أدرك بأني سعادتي تنبع مني ، و أن هذا يكفي.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
وفي هذا المقام أحيي نفسي على صبرها وأبعث صمتاً رسائل لمن غدرها ...
فخسارتك لي ستثبتها لك الأيام وتتجرع كأس الخذلان من نفسك ،
فكل يوم خذلتني فيه بعد ما خسرتني سيكون أنتصاراً وعزة لي وخذلان لنفسك