لكني مازلت أريد المزيد من الحب و المزيد من الإهتمام
تحل أيام أعاتب فيها أهلي أكثر من أي شخص، أعاتبهم على أخطائي التي إقترفتها و على خياراتي التي أخفقت فيها و على عجزي في تحقيق أحلامي. إنها أيام أتمنى فيها لو أني أستطيع أن أصارح أمي أكثر و أن أعاتب أبي قليلا. و رغم أني أعلم جيدا أنهما يحباني كثيرا إلا أنني أحيانا أشعر بالفراغ و كأني وحيدة بينهم و كأني لا أعرفهما، لست من رحم أمي و لا من نفس أبي، كل شيء لولهلة يبدو مؤلوفا ثم غريبا.
هناك أيام أجمع فيها كل أفكاري ومشاعري و أسرع إلى أمي كي أفرغ غيثا من صدري، لكني بمجرد أن أقف قبالتها حتى أنسى كل ما كنت أود قوله. أحيانا أريد أن أعاتبها لأنه حين كان صدري ينتفض ألما و جسدي يتصلب خوفا لم تسألني و لو لمرة واحدة عن ما كان يزعجني و يثقل قلبي. أما أبي فلم يسمعني ولو مرة واحدة و أنا أحدثه عن أحلامي و عن بعض من مخاوفي، لم يكن يسمعني حين كنت أطلب منه النصيحة.
هل كان فعلا يعتقد أني كنت أحتاج إلى أن يقول لي "أنت حرة، إختاري ما ترينه مناسبا لك ". أكان صعبا عليه أن يفهم أني كل ما كنت أحتاج إليه هو شيء من التشجيع و التطمأنينة حتى و لو في كلمة واحدة يقولها لي حتى يهفت قلبي الخائف.
مع بداية يوم جديد أدرك أني أنا الملامة، أعلم أن لا أحد أقرب إليا من أبي و أمي و ربما لهذا مازلت أتكؤ عليهما حتى و أنا في هذا العمر. ربما لأني أحتاجهما على الدوام كي أنسى قصوري أو ربما عجزي هذا يحتاج كمية أكبر من الحب و الإهتمام.
ربما لأني منذ الطفولة إعتدت الحب أفعالا من أبي و أمي حتى لم أعد أستطيع أن أشعر بالراحة أو الإمتنان. كل ما في الأمر أني أريد أن أسمع بعضا من الكلمات كأحبك أو سنكون دائما إلى جانبك أو لا تخافي سنساعدك على تحقيق أحلامك
أحيانا يبدو العمر مجرد رقم أمام حضن أمي و قبلات أبي
لكني مازلت أريد المزيد من الحب و المزيد من الإهتمام
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
نحن لا نكبر عن الحب ولا عن الاهتمام أبدا