كيف يؤثر هوس الوصول الى المثالية على حياتنا و هل هناك شيء يدعى بالمثالية ؟؟؟


يحاول البعض أضهار نفسه كشخصية مثالية خالية من العيوب و الاخطاء و يحرص هذا الشخص دوماً أن يتكلم بالمثاليات و ينصح الاخرين بها لكن تجده في الحقيقة هو لا يطبق هذه الأفعال المثالية التي يتحدث عنها حتى انا كمدربة تنمية ذاتية في بعض الاحيان انصح الاشخاص في الاستشارات على اشياء انا نفسي لا اطبقها لكن الفرق بأني بمجرد ان انطق بهذا الكلام انتبه أني لا اطبق هذا الشيء فلماذا أنصح به و أنا لا اطبقه و اعتبره درس لنفسي أو اعتبر إن هذا الشخص قد جاء كي يعلمني و لست انا المعلم . و من أسباب هذا التصرف ان الشخص يعتقد ان المثالية هي الشيء الصحيح و التي يجب ان يصل لها كل شخص و ذلك بسبب معتقدات و نظرات المجتمع و يبدأ بأجهاد نفسه كي يصل للمثالية و يبدأ بالحديث عنها بكثرة و يريد ان يرى كل شيء مثالي من الاخلاقيات الى العمل و الحقوق الى حتى ترتيب المنزل و لكن عندما يأتي كي يطبق المثالية التي يتحدث عنها لا يستطيع لأن يوجد شيء يدعى بالمثالية الكاملة لكن مع ذلك يستمر بالمحاولة و يستمر بالحديث عنها لكن دون الوصول لها و هذا يؤدي الى استنزاف طاقي و مشاعر توتر مستمرة و غضب و اطلاق احكام مستمرة على النفس و الاخرين فتصبح حياة الشخص مرهقة و تعيسة و لا يرضيه شيء و قد تؤثر على علاقاته كالزواج و الصداقة و العمل لأنه ينشد المثالية الكاملة منها و ايضا يقوم الأهل بتدمير شخصيات اطفالهم و تدمير مشاعرهم و ثقتهم بنفسهم لأنهم يريدون اطفال مثاليين كأنهم روبوت او جهاز كومبيوتر يقومون بتنفيذ اي امر و جميعنا كأهل مع الاسف نقوم بذلك ناسين ان لهذا الكائن طاقات او شخصية منفردة عن شخصيتنا يجب ان يعبر عنها بحرية فواجبنا ان نعلمهم الأخلاقيات و الامانة و الايمان لكن لا نتحكم تحكم كامل بكل تصرف يتصرفوا اذا كان لا يؤذي احد او لا يدمر الاخلاقيات لديهم . و ايضا تعود اسباب المثالية الزائفة الى عدم رضا الشخص عن تصرفاته و عن شخصيته و يعلم بداخله انه يخطأ كثيرا و يؤذي من حوله كثيرا فيبدأ بالمحاولة لتغيير هذا الشيء في شخصيته عن طريق التحدث المستمر بالمثالية كي يحاول اقناع نفسه انه شخص جيد او مثالي لكن في اعماق نفسه يعلم بأنه لا يتمتع بهذه المثالية و ايضا يسبب بنفور الناس منه و الابتعاد عنه لأنه لا يتركهم يتصرفون على سجيتهم بحضوره و تتحول كل جلسة الى محاضرة عن المثاليات بسبب نكته او جمله قالها احدهم . لذلك حاول ان تنتبه لنفسك و ان تعيش على سجيتك و اعلم ان لديك صفات سلبية عليك ان تتقبلها او ان المقابل ايضا يملك صفات سلبية فلا تحاول أن تتحكم بحياة الاشخاص حولك عن طريق الطلب المستمر منهم ان يكونوا مثاليين لأن الكمال لله فقط . و أيضا من أسباب محاولة الوصول الى المثالية هي جذب الانتباه فالشخص الذي يحاول ان يحضى باهتمام خاص يقوم بخلق الشخصية المثالية كمحاولة لارضاء و نيل أعجاب من حوله كنوع من جذب الحب و الاستحسان و قد يكون ذلك على حساب صحته و راحته . وما عليك فعله الان ان تسترخي و لا تدقق كثيرا و حاول ان تعيش اللحظة و هنا و الأن و عش السلام الداخلي الذي لاوجود له في حياتك بسبب محاولتك للوصول للمثالية و لا تحاول ان تصنع اكثر من شخصية لنفسك . شخصية امام الناس و شخصية مع نفسك فالناس تحب ان تراك على حقيقتك و كن واثق ان من امامك يعرف شخصيتك الحقيقة فلا داعي لاخفائها فقط حب ذاتك و نفسك و من حولك كما هم و عش على سجيتك فأنت لا تختلف عن الأخرين و لكل منا سلبياته الطبيعية فتقبل ذلك . و ايضا قد تصل للبعض الى محاولة الوصول الى المثالية في الشكل بسبب الصفات المثالية للشكل و المضهر و التي وضعها المجتمع والتي لاتمت بالحقيقة بصلة فأصبح الاشخاص ينشدون الهوس للوصول لوزن و الشكل المثالي الى درجة ادمان عمليات التجميل و جلسات التجميل و لا يتقبلون مضهرهم الحقيقي فالشخص الواعي يعلم ان لا يوجد شكل او شخصية مثالية ويتقبل عيوبه او تقدمه في السن و يعلم ايضا ان ما يقال عنه هي مجرد وجهات نظر من الاخرين ليس الا و ان الله خلقنا في احسن تقويم مهما كان لوننا او شكلنا او وزننا .

علا السعد

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

صادقه

أبدعتي

احسنت النشر ملهمتي

إقرأ المزيد من تدوينات علا السعد

تدوينات ذات صلة