تسلط الكاتبة في هذه التدوينة الضوء على قانون باركنسون، وتشرح للقراء أساليب الاستفادة من هذا القانون وطريقة تفعيله في إدارة الوقت.



سُرى المعثم


أصبحت إدارة الوقت معضلة في حاضرنا، فكثيرًا ما تأخذ منا المهمة البسيطة التي لا تتطلب سوى خمس دقائق يومًا كاملًا، وحين يغلبنا التسويف بالمهام الصغيرة، يقودنا هذا إلى التسويف بالمهام الأكبر، وهذا ما تحدث عنه المؤرخ البريطاني سايرل باركنسون في قانونه الذي يقوم على حقيقة أن العمل يتمدد ليغطي كل الوقت المتاح لإنجازه، فالوقت الفعلي الذي يقضيه الكاتب مثلًا في كتابة مقالة يتوقف على الموعد النهائي لتسليمها، والذي قد يكون يومًا، وقد نعطي نفس المهمة لكاتب آخر بموعد نهائي مدته ٤ ساعات، ونجد أن كلا الكاتبين أنهيا ذات المهمة بعد استهلاك كامل الوقت المتاح.


لماذا تحدث هذه الظاهرة؟ وكيف يفسرها قانون باركنسون؟

نفسيًا؛ مجرد وعينا بتوفر وقت كافي يوهمنا بضخامة حجم المهمة، فنزيدها تعقيدًا، ونختلق مهام أخرى غير ضرورية، فيضيع الوقت في إتمام هذه المهام الإضافية، ويحدث هذا لأننا تعودنا إعطاء المهام وقتًا أطول من المطلوب لإتمامها، وقد يعود هذا للفكرة السائدة بأن المهمة التي تستغرق وقتًا أطول تخرج بجودة أعلى.


كيف نستعين بقانون باركنسون في حياتنا اليومية؟

نستطيع الاستعانة بقانون باركنسون لإتمام مهامنا اليومية بشكل أسرع، وتقليص الوقت الضائع على المهام الصغيرة، وذلك باتباع عدة طرق:

- تقسيم المهام حسب الوقت الذي قد تستغرقه، ثم إعطاء كل مهمة نصف ذلك الوقت، حيث تدربنا هذه الخطوة على الالتزام بالمواعيد النهائية وتكسبنا مهارة تقدير الوقت المناسب للمهام، بغض النظر عن حجمها.

- ترتيب المهام حسب أولويتها، مما يساعد على حذف المهام غير الضرورية.

- تقليص وقت المهام التي تستهلك الوقت كقراءة رسائل البريد الالكتروني، وتخصيص 5 دقائق لها عوضًا عن 30 دقيقة مثلًا.


يقوم قانون باركنسون على فكرة التسويف الذي يسببه التخطيط للمهام بناءً على الوقت المتاح عوضًا عن الوقت الفعلي الذي تستغرقه، ومجرد فهمنا للقانون يتيح لنا استغلاله في سبيل توفير الوقت والتركيز على الأهم فالمهم، بالتالي إنجاز المزيد في وقت أقصر، دون إجهاد أنفسنا.


نَصّ

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات نَصّ

تدوينات ذات صلة