جميعنا قيد الانتظار. ماهي حصة الانتظار من حياتنا وكيف نتعامل معه؟

ومن منا لم ينتظر؟


كلنا ننتظر باختلافتنا الشاسعة ولربما ننتظر نفس المُنتظر أو حتى عكسه تماماً، وهنالك مواسم للانتظار عديدة ومتباينة وتختلف حسب ما نتمنى وطريقة وجودنا في مرحلة الانتظار .

ومهما كان الانتظار فهناك إجماع بأن ساعة الانتظار بطيئة وتحسبها معطلة، ولسبب ما نجهله ضمن حكمت أقدارنا.

هل حالة الانتظار برضاك أم أنه الحل المجبر عليه؟ وهل وجدت نفسك يوما ما على قائمة انتظار؟ هل هنالك مواعيد لا نعلمها أم هو الأمل؟


هنالك نوعين من الانتظار، الأول ممزوج بالصبر والاجتهاد والذي ينتهي بنا لنسلك طريق اليقين.

والآخر، يمتزج بالتذمر وقلة الحيلة والذي ينتهي بنا بالهوان والضعف.

وشتان ما بينهما، فيكون الرضا عنوان الأول، والسخط عنوان الآخر.


ومهما اختلفت أوجه الانتظار لك أن تعتبره هدية من الوقت لك لتستمع به، وليس سياج محاط بك ومقيد بقيود العذاب، لعلك تدرك أن هنالك حكمة في التوقيت تفوق عقلك البشري بأمرٍ إلاهي.


وهنالك صور للانتظار لا نستطيع إلإلمام بما هي عليه. من ألم وأمل ممزوجان بطريقة تشد نسج الحكايات.

في السجون يتقنون فن الانتظار وأمل الحرية، سراج عتمهم.

هنالك عوائل تنتظر غائبين. من غير أخبار ولا عنوان ولا موعد القدوم.

وشعور الأم في انتظار من حملته في أحشائها تسعة أشهر.

وانتظار المريض بإنهاء جرعته الكيمائية.

وصور أخرى مختلفة الوطأ والوقع في قلوب أصحابها. لايدرك معناها ومعانتها غيرهم.

وفي بعض الأحيان قد نصل إلى مرحلة أن لا ننتظر شيء أو أحد، ولا أعلم إن كان نضج أو خذلان. فلكلٍ منا أبعاده وقيمه.


تتسع الحكاية أكثر للاحتمالات والتأويلات إن كان في أحداثها انتظار.

وعبر درويش بأحد قصائده.

"في الانتظار، يُصيبُني هوس برصد

الاحتمالات الكثيرة"


ولابد أننا كبشر صنعنا لأنفسنا أماكن مخصصة لهذا (الانتظار).

قاعات الانتظار هي التي تربط المكان بالزمان ولا تريح أصحابها، فلم أرى قاعة انتظار واحدة حسب مشاهدتي تراعي نفسية المنتظر،

الوجوه مليئة بكل شيء إلا تلك الطمأنينة، وإن كنا نبحث عنها في القلوب قبل الوجوه.

وهنالك أشخاص دائماً ينتظرون الوقت المناسب، ولا يدركون متى يحين! أو أنه حان ولم يكونو مدركين!


في النهاية إن كنت لا تزال تنتظر!

لربما تكون الحياة أقصر من الانتظار، فحاول ألا تنتظر قدر الإمكان تحرك بكل ما أوتيت من قوة، حاول لتغيير ماهو آت، فعقارب الساعة لن تغير مسار حركتها. وإياك أن تنتظر ما لايُنتظر.




ذوات

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

🌹😍

إقرأ المزيد من تدوينات ذوات

تدوينات ذات صلة