مرض العَجَلة

كيف تعرف أنك مصاب بمرض التسرع والعجلة وكيف تتخلص منه

أن الحفاظ على الوقت يضمن رفاهية التمتع بالحياة حيث إنه يجعلك تُنجز ما تريد في وقت محدد ويترك لك وقت إضافي لإنجاز شيء آخر ، وكل ذلك يصُب في صندوق أحلامك التي تقودك للنجاح الذي تتمناه.

ذلك الكلام صحيح بكل تأكيد، لكن ماذا عن الذين يصابون بمرض العجلة وعدم الصبر والرغبة بالإنجاز من أجل الإنجاز؟ يضعون كثير من المهام في خانة واحدة ويعتقدون إنهم قادرون على إنجاز جميعها، وحتى الذين يضعون هدف واحد لكن يضعون خطة قصيرة المدى الوصول له.

قال الله تعالى: ( ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم)

عليك معرفة وتذكر أن العجلة من الشيطان، والصبور والمثابر يُصاحب الملائكة.

ربما تقرأ العديد من الكتب عن تنظيم الوقت لكن لا تدرك الرسالة الأولى التي يريد الكاتب وصولها لك وهي أن كل شيء يحتاج لوقت من الأساس وأنت كل ما عليك تنظيمه ولا يمكنك أن تقوم بشيء يحتاج لشهور وربما لكثير من السنوات في عدة ساعات أو أيام، ربما هناك طريقة لفعل ذلك لكنك لا تملكها، ضع أمامك دائمًا امكانياتك واعلم إنها مهما كانت صغيرة من وجهة نظرك لكنك تستطيع استخدامها للوصول لأهدافك.

إذا كيف تعرف أنك مُصاب بمرض العجلة؟

أذا وجدت سؤال (متى؟) ملازم لك..

متى سأنتهي من الدورة الفلانية؟

متى سأنهي مشروعي؟

متى سأصل للوزن المثالي؟

لقد مررت بتلك الفترة عندما وضعت الكثير من الأهداف واردت تنفيذها في وقت واحد وعندما أدركت أن ذلك مستحيل صببت تركيزي على هدف واحد لكن اردت تنفيذه في وقت قصير جدًا فأصابني الاحباط عندما مر الوقت وأنا لم أفعل شيء.. عندما قرأت كتاب (أنت قوة مذهلة) وبدأت في ممارسة التأمل كمحاولة للتركيز، أدركت في مرة أنني لم أرغب في فعل شيء بل رغبة في اتمامه، أي كان هدفي الإنجاز وليس العمل نفسه وضعت خطة طويلة المدى وبدأت من الصفر وألزمت نفسي بعدد صفحات معينة للكتابة يوميًا، كان يمر على أكثر من ساعة ونصف وأنا لا أزال في أول صفحة ولكن في النهاية لا أعرف كيف انتهي من عشر صفحات من روايتي في أربع ساعات وليس أكثر..

في النهاية أنجزت روايتي في ثلاث شهور ولك أن تعلم إنه وقت قصير جداً والأن أنا أضع خطة للمراجعة وبعدها خطة أخرى للعمل القادم.. ولك أن تعلم أيضاً أن الرواية السابقة أخذت أكثر من سنة ونصف ولم انتهي منها بعد لأنني اردت انهائها بجانب أشياء أخرى تحتاج لوقت كبير كما الحال معها.

أسباب مرض العجلة:

١/عدم الثقة

ربما يكون في الذات وقدرة تحملها، أو في الجهة التي تتعامل معها، أو الخطة الموضوعة.

٢/نظرة المجتمع

احيانا يجعلك البعض تغيير مسارك أو حتى تتوقف عن السير، فبعض الجمل مثل ( ألا تزال تعمل على ذلك الأمر، متى ستنتهي منه؟!)

أو (لا يبدو عليك أي تغيير، بل ازداد وزنك) بعدها تبدأ في البحث عن طرق سحرية للإنجاز.

٣/مقارنة نفسك مع الآخرين و كأنك قطار تُقارن نفسك بطائرة دون مراعاة اختلاف للظروف والقدرات وبالتأكيد عدم التفكير أيضاً في قضاء الله وقدره.

٤/مثلما قلت من قبل الرغبة في الإنجاز وليس في التجربة والفعل.

ماذا تفعل للتخلص من كل ذلك؟!

أولا: حدد هدف حالى للعمل عليه مع تنظيم الوقت ووضع فترة زمانية مناسبة له ولحجم العمل والمجهود الذي يحتاجه.

ثانيا: عدم الاستماع للجمل السلبية أو السماح للآخرين بالتعقيب السلبي على خطواتك.

ثالثا: درب عقلك على الصبر واستمر في تكرار أنك ستستمر ولن تتوقف عند هذا الحد.