تسلط الكاتبة الضوء في هذه التدوينة على واحدٍ من أغرب نماذج الاحتيال في العالم.. فرانك ويليامز
عفاف الروقي
فرانك ويليامز أباغنيل الإبنْ عندما كانَ في عمرِ السادسةَ عشَر بدأَ عملَهُ كطيَّار، ثُمَّ طبيب، ثُمَّ محامي وكانتْ جميع هذِه المِهن التي عَمِلَ بها قبلَ بُلوغه سنَ التاسعةَ عشَر! ,عمِل بها وزاولها احتيالاً. قيلَ أنَّ فرانك قد سافرَ إلى ستٍ وعشرينَ دولة بتزويره شيكات للسَفَر على حساب الخطوط الجوية (بان أميريكانز أرويز). تم القبض عليه في فرنسا عام 1969، ويعمَل الآن مستشاراً في مجال مكافحَة الغِش!
تمَّ تجسيد شخصية فرانك ورواية قِصَتُه المُثيرة في فيلم (أمسِك بي إنْ استطعت) في عام 2002 وحقق الفيلم نجاحاً باهراً، ونال ثلاث عشرَة جائزة.
قصَةُ الفيلم حقيقيةٌ جداً وتُريكَ كيفَ فعلها فرانك! كيفَ خطط وكيف استعد وكيف نفَّذ والأهم كيف أقنَعهم بكفاءتِه لمُمَارسة هذه المِهَن المُختلِفة والصعبة وتقلُّدهِ مناصب فيها بالرغم من أنَهُ كان فتىً في سن المراهقة! قصة فرانك أراها مُلهمة وبها من الدروس الكثير، نعم كان محتالًا! وسرقَ الكثيرَ من الأموال وأضَرَّ بعددٍ من المصالح العامة لأكثرَ من دولة! ولكنه تمكَّن من ذلك لجُرأته اللامتناهية في قول إنه يعلم كيف يعمل! ولماذا يجب أن يتم توظيفه، هذه الجرأة جعلت له وجوداً ذا قيمة بين مختلف المجتمعات المهنية من أطباء وطيارين ومحامين، وقيل إنه قد مارس التدريس أيضاً كأستاذ جامعي لبعضٍ من الوقت، يا للعجب! بالطبع أراه مُلهم فهو قد استعدَّ ودرس بنفسه خارج أسوار الجامعات -في وقت قياسي- بعض المفاهيم المُستخدمة في هذه المجالات وجمعَ القليل من المعلومات المهمة والضرورية فقط لإدخاله هذه المهن.
تأبط فرانك "جُرأةً" ومارس هذه المهن بإتقان كما يُقال حتى اقنع الجميع بأنه خريج هارفرد في المحاماة.
فرانك كان شخصاً سيئاً، ولكنه كان عبقرياً في الاحتيال ونجح في الأهم وهو الاحتيال على نفسِه التي قد تتردد ولا تٌقدم إلى ما أراد، فجعل منها مرة طبيباً ومرة طيارًّ وتمكَّن من الفرار بها من مهنةٍ إلى مهنة ومن نجاحٍ إلى نجاح حتى وإن كان نجاحاً مؤقتاً او خاطئا.
ربما يحتاج البعض إلى الاحتيال على نفسِه في ظروفٍ مختلفة وقانونية حتماً ويقنعها أنه يستطيع أن يكون الشخص الذي يريده حتى يصل بها إلى المراد، فقد يكون البعض قد تخرَّج محامياً وليست لديه جُرأة فرانك في إثبات نفسه كمحامي، فلنتأبط جُرأةً!
التعليقات