(( و مهما ظننت أنها لن تمضي فإنها ستمضي بلحظة حين يشاء لها الله.))
تظن أنه لن يمضي, تظن أنك ستبقى عالقا في الحفرة للأبد, تظن أن السماء لن تكف عن إغراقك بالمياه. و لكنك بعد مضي الوقت المحدد لك تكتشف أن كل محنة مصيرها الانجلاء, تغمرك أشعة الشمس الساطعة بالدفء و تنظر من حولك فترى أنك على بر الأمان. لقد انقضت فعلا. و تعرف حينها أنها ليست جهودك المستميتة للنجاة و لا مساعدات الاخرين لك و لا حتى الوقت هو الذي خلصك, لقد كان الله دوما, لقد مضت بلطف من الله. تستشعر اللطف ذاته عندما تجد نفسك تحمد الله على الدعوات غير المستجابة, لقد كان الله عليما بخفايا الأمور و رحيما بك, لقد منع عنك شرا ظننته خيرا. لا نمر بشيء عبثا, لقد أوجد الله المحن لسبب و لأنها تعلمنا ما لم نكن لنعرفه لولاها. و عندما تزول المحنة ترى أن الغاية منها كانت تستحق ما مررت به مهما بدا قاسيا حينها, ذلك لأن الله أرحم بك من نفسك. لا تستطيع إلا أن ترى كرمه في العطايا التي منحك إياها و إن كنت تغفل عن شكره عليها أحيانا, و ترى أن رزقك لم ينقطع على الرغم من تقصيرك و أنه ظل يصلك حتى في قاع الحفرة. تتذكر خيبتك و اعتقادك بأن بعض الكسور لا تجبر و إذعانك لذلك, و لكنك عندما تنظر إلى الوراء ترى أن الله كان يحنو عليك في كل خطوة, يجبر كسرك, يرحم ضعفك, و يداوي جرحك. تتذكر الظلمة و دعاءك الهامس في وحدتك و قلقك المستمر و تعرف اليوم أنه كان يسمع دعاءك على الدوام, كان بصيرا بحالك, و كان يستجيب و لكن بطريقته الخاصة.
ينجيك الله, يخلصك, و ينقذك من مخاوفك...
و مهما ظننت أنها لن تمضي فإنها ستمضي بلحظة حين يشاء لها الله.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
👏👏👏👏👏👏
مُوفقة🌿
لطيفة أحببتها.