كنت أظن بأنه عليَّ أن اعرف نفسي بصورة مطلقة وأضع لها ايطار واضح يجعلني اتّخذ أي قرار ، كنت مخطئة!
من أصعب الأسئلة الي توجّه لشخص بصورة غير رسمية هي: من أنت ، عرّف بنفسك؟
يا ترى هل يكفي أن أسرد انجازاتي وشهادة نلتها بعد أن بلغت القلوب الحناجر؟ هل أنا محدودة لهذه الدرجة ؟لا أعتقد.
بعيداً عن ما ينجزه الإنسان الآلي الذي يمتلك كل واحد منّا نسخة منه ،تجعله يدور في دوامة سرمدية.من أنت خارج هذه الدوامة؟من أنت كإنسان وروح؟
أنت ما تتبناه من الأفكار ، اختيارك للموسيقى والأغنيات ،قلبك وما تحمله من مشاعر تجاه كل التفاصيل وكل ما يدور حولك.
والأهم من ذلك كله بأنّك يا عزيزي القارئ الأثر الذي تتركه بكل من مررت بهم، كل الكلمات التي قلتها والتي لم تقلها ، كل الكتب التي اخترتها بعناية لتقرأها وكل الأحلام التي دفنتها ولم تسمح لها أن ترى النور.
ولكن؛هل يعرف الإنسان نفسه بصورة مطلقة؟
يقول العقّاد في كتابه "أنا " إجابة عن هذا السؤال:
"كلّا بغير تردد،فلو أنه عرف نفسه لعرف كل شئ في الأرض والسماء وفي الجهر والخفاء ولم يكتب هذا لأحد من أبناء الفناء.
إنما يعرف الإنسان نفسه بمعنى واحد وهو أن يعرف حدود نفسه حيث تلتقي بما حولها من الأحياء أو من الأشياء والفرق عظيم بين معرفة النفس ومعرفة حدودها".
يحتاج الإنسان ليتعرّف الى نفسه كما يتعرّف لإنسان جديد، عليه أن يخوض تجارب جديدة ويحتك بحيوات الناس ولكن بحذر وتغيير المحيط الذي يعيش فيه.من أنا في مكان آخر ما الذي سأكتشفه عن نفسي؟
أؤمن بأنَّ للإنسان طاقة كامنة داخله لن تتحرر ما لم يخض تجارب جديدة ، ويبقى الفضول داخله :ماذا لو حدث هذا الموقف من سأكون؟
تذكّر بأنَّك مميز ، كل ما عليك أن ترأَف بنفسك وتعاملها برقيّ وتسمح لنفسك بالخطأ لتتعلّم .
مع حبي
نور
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات