رسالة مني لكل من أدمن على تصفح صفحات التواصل الاجتماعي، من دون وعي وادراك أصبح محبطا ظنا منه ان هناك الكثير أفضل منه، ونسي أن فيه انطوى العالم الأكبر .



في الفترة الاخيرة أدمنت على تصفح صفحات التواصل الاجتماعي من انستغرام و فيسبوك و تويتر ، اجد نفسي في معظم الاوقات غير ناجحة او مقصرة او غير محظوظة بكل ما أمر به في حياتي بسبب ما اشاهده من قصص ومحتوى واخبار مدونيين و فنانين و مشاهير.


اشاهد احدهم يحضّر لسفر ، واخر سافر معظم دول العالم ، واخر يذهب الى حفل ، مدونة اصبحت مصممة ازياء من لا شيء و مدونة أُخرى make up artist ، وفتاة اصبحت مشهورة بسبب جمالها (وهي لا تفعل شيء مهم في حياتها) ، و مدونة اخرى تعلم الفتيات اهم صيحات الموضة واللبس وغيرها من أمور الطبخ والتصوير والفن والمشاريع..


شبكات التواصل الاجتماعي جعلت العالم اصغر والمهن اوسع والتعليم أسرع ، جميل ان نتعلم ويصبح العالم صغير ويكون لنا قدوة وتشجيع على مواهبنا ، لكن الامر تعدى ذلك وفي بعض الاحيان أخذ المسار الخاطيء في التعليم واصبح هناك حسد وغيرة ، لااا..... بل الأمر أسوء بكثير ، بل اصبح عدم ثقة وعدم رضا في أشكالنا وصورنا وملابسنا وحتى ثقافاتنا، فمثلا رأيت العديد من الفتيات عندما يقمن بالتقاط صورة يضعن اكثر من مؤثر وتعديل ع الصورة بسبب عدم الرضا بجمالها ، وفي الواقع هي جميلة حقا ولا أجامل.


صدقا تفاجئت عندما ذهبت قبل أيام لشراء بعض الملابس فقالت احداهن لصاحب المحل "اريد المجموعة الكاملة التي ترتديها ( فلانة – احد مدونات تصميم الازياء في الاردن) " رغم ان تكلفة هذه الملابس اعلى من غيرها وغير مناسبة لها ، لم أتدخل في قرارها لكنني سمعتها تهمس لصديقتها " وهيك اشتريت كل المجموعة عشان اطلع حلوة متلها (تقصد المدونة المعروفة بهذا الستايل)، ورح انزل صور عالانستغرام عشان يشوفوها الناس".


وهناك مدونة أخرى تقوم دائما بالاعلان عن احد المطاعم بان سعره مناسب وطعامه شهي ولذيذ ولا تذهب الا اليه لانه المفضل لديها ، تفاجئت عندما ذهبت اليه ان سعره مرتفع جدا خاصة بعد اعلاناته والطعام والخدمة سيئة جدا جدا بشكل ل غريب بالمقارنة بالاعلان .


ليس كل ما نشاهده خلف هذه الشاشات حقيقي ، لا نرى سوى 10% او اقل من حياة المشاهير والفنانين وغيرهم ،والباقي لا نعلمه ، ان نتبع الموضة بالازياء والمهن والدراسة ويكون هناك غبطة وارادة لتحسين ما نحن عليه الان بتقليد غيرنا ، هو أمر محمود ومن أجمل الامور لتصبح حياتنا أفضل ، لكن لكل منا هويته الخاصة وقدرته وامكانياته يمكن تحسن كل ذلك بإرادته وبفضل من الله عز وجل .


كلنا نملك عيوب ولا يوجد احد مثالي ، قد يكون وجهك مليء بالحبوب او تملك انف كبير ، جسم ممتليء ، عينان صغيرتان او ان ملابسك متواضعة وليست من اشهر الماركات .


صدقني هذا ليس عيب ، انا ايضا املك عيوبا كثيرة لكنني مقتنعة بها راضية بها اقوم بتحسينها يوما بعد يوم لكنني أفعل ما انا احب وكيف احب ، هكذا اجمل ... حتى انني اصبحت اجمل عندما اخذت قرار بأن اتمرد واصبح انا كما أحب ان اكون حتى أنني أتبع موضة نفسي ولا احد غيري.


نصيحتي ... كن أنت كما أنت فإنك تملك بصمة لا يملكها اي احد في العالم، وبعدها ستصبح مميز ، لانك شكلت ذاتك وكونت نفسك وفرضت وجودك ، كيف تتبع هذا الوقم وقد انطوى فيك العالم الاكبر .


وتحسب أنك جـِرمٌ صغير *** وفيك انطوى العالم الأكبر داؤك منك ومـــــا تبصر *** دواؤك فيك ومــــا تشعر تحسب أنك جـــرم صغير *** وفيك انطوى العالم الأكبر "الإمام علي بن أبي طالب"



أحب نفسك كما هي .. وبعدها كل شيء سيتغير .


تحياتي،

نادين الردايدة.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

عبرتِ بلساني، كنتُ أظن أن العيب فيما أكتبه على حسابي الإنستجرامي خاصة وأن بعضهم يرسل لي أنكِ كذا وكذا ويقارنني بمن يضعون مقتطفات ويضم حسابهم عشرات الآلاف وتلك التي لاتضع شيئاً سوى مقاطع مخلة بالآداب وتجدين المتابعين بمئات الآلاف..
ظننتُ العيب في قلمي فحزنت وتضايقت ولا أنكر ذلك لكنني بعد فترة كنت أقول لنفسي لا أجيد التفاهة ولستُ تافهة وأحب الكتابة عما يُلهمني وماقد يغرس أملاً في القلوب أو يرسم ابتسامة وأحب استخدام الفصحى لتناسب المحتوى المقدم.
أعي أن الكلمة والصور أمانة سأُحاسب عليها لذلك لا أود وضع مايُخل بالأدب والحياء فأنا مسؤولة.
لم يعد يُهمني كم عدد من يتصفح حسابي فهم قلة وأقول دائماً قليلون يشجعون خير من كثرة صامتة.
المعذرة للإطالة لكن الحديث ذو شجون..

إن مواقع التواصل الإجتماعي افقدتنا اجتماعاتنا .. ضحكاتنا العائلية ، نهفاتنا الطفولية ، نمردتنا الصديقة .. ينتابني سوق شديد لجلسة علمية ، جو فكري ، تداول علمي .. ليست كل اصابع الاتهام معلقة بالتشابه فبعض نظر التسمية المتشابهة إلا أنها غير متطابقة كليا .🙃
لك مني الاحترام و بالتوفيق .

أحسنت

إقرأ المزيد من تدوينات نادين الردايدة

تدوينات ذات صلة