قال الحسن البصريّ رحمه الله : "يا ابنَ آدم إنّما أنت أيام فإذا ذهب يومك ذهب بعضك.

(مواعيد عرب) ، جملة لطالما استفزتني ، كيف أن للعرب أن يرتبط أسمهم بتأخر المواعيد ! سمعتها كثيرا لكنني حين استوعبت معناها وقفت للحظات افكر ، كيف لهذا التاريخ العربي العريق من علماء عرب عرفوا الزمن وقدروا الوقت بتقسيمات واضحة ، وزادهم الأسلام تنظيما لاوقاتهم بالعبادات الأسلامية والمعاملات الرسمية ، كيف لنا نحن العرب ان يرتبط اسمنا في هذا الزمن بتأخير الوقت وعدم التزامه أو احترامه !!!


البارحة ذكرى اليوم والغد حلمه

تتفق مع شخص على اللقاء الساعة الثانية عشر ظهرا ، تبدأ بالتجهيز نفسك الساعة الواحدة ، تركب السيارة الساعة الثانية وتعلق بأزمة سير خانقة تبحث عن مكان لاصطفاف سيارتك فتصل الساعة الثالثة.


لا أننكر أنني كنت من هؤلاء الاشخاص ، لا أذكر يوما واحدا ذهبت فيه الى مدرستي باكرا وحضرت الطابور الصباحي بموعده، أو وصلت الى امتحاني قبل الموعد بوقت ، دائما كنت أصل على موعد الامتحان بالتحديد وبسرعة رهيبة مما كان يسبب لي التوتر ، لم يكن هذا التأخير مقصودًا على الإطلاق، أنا احترم مواعيد الاشخاص ،الا أنني بالرغم من كل محاولاتي اليائسة لأن أصل في الموعد المحدد إلا أننى لم أستطع تحقيق ذلك رغم ما بذلت من جهد في الاستيقاظ والذهاب مبكرًا.


حتى جاء يوم وسمعت أحدهم عندما حضر متأخرا قال (عادي موعد عرب متعودين نتأخر) قالها بلا مبالى ولا اهتمام ، غيرت كل تفكيري ، كيف لي أن اضيع ايامي وساعاتي دون أهتمام وانتظام ، والكثير من الفرص تذهب بسبب المماطلة والتأخير والتأجيل.


نحن نتعامل مع الوقت مع فكرة «هو العالم رح يطير» «ولماذا أنت مستعجل» ونرمي عدم التزامنا على إرادة الله دوماً، حيث كثيرا ما نسمع «إن شاء الله» وتعني الى وقت غير محدد ( وقد تعني احيانا الرفض) ومواعيدنا بطريقة لا تعرف التحديد «نلتقي بعد الصلاة» أو نلتقي ما بين «الثالثة والرابعة او حتى قد يكون عند الخامسة »، رغم أن العرب قديما عند قولهم " اللقاء بعد الصلاة" اي ان اللقاء فعلا بعد الصلاة.

إن أول ما يسأل عنه العبد في الاخره عن "عمره فيما أفناه؟"


ولأننا نُسأل عن عمرنا فيما نمضيه ، فلنبدأ الان .

نعم اجعل خطتك لتغير نظام وقتك الان ، كم من مرة عزمت فيها أن تبدأ في إكتساب مهارة جديدة ، أو عادة ايجابية ، او البدأ في تحقيق شغفك الذي لطالما حلمت به ، ووضعت برنامجا فيه خير الدنيا وما فيها وكتبت على دفترك خطة مدروسة ومنظمة مفصلة ؟؟

ثم ماذا حصل؟!

اغلقت دفترك وقلت في نفسك ( غدا أبدا بخططتي )،

لا تؤجل عمل اليوم الى الغد الوقت للتغير هو ((الان))


وبما أننا مقبلين على سنة جديدة ، افتح صفحة جديدة في حياتك وابدأ الأن بالتغيير ما أجلته سنوات .


أبدا بتسجيل مهام يومك التي عليك انجازها في كل يوم (To Do List) سواء في عملك في منزلك ، مع اصدقائك حتى مع نفسك ، ابدأ بأبسط الامور حتى لو كانت المهمة ( ترتيب تختك ).


إليك أهم 5 تطبيقات مجانية التي تساعدك حتى تكون سيد وقتك :


1- Evernote :

يسمح لك بالتقاط جميع أفكارك وصورك بعدة طرق مختلفة (على سبيل المثال ، بالصوت أو الملاحظات أو الصور). يمكنك حتى تسجيل اجتماعاتك ومقابلاتك وخطاباتك وأفكارك وإنشاء قوائم وإضافة مرفقات صوتية أو نصية ومشاركة ملفاتك مع الأصدقاء.


2-Todoist :

تطبيق مجاني وجزء منه مدفوع ، ومن التطبيقات الفعالة جدا في إدارة الوقت، ويتيح لك جدولة جميع مهامك وأنشطتك. يمكن وضع علامة على كل عنصر للأولوية بالإضافة إلى تاريخ استحقاق معين. هناك أيضًا خيار أنيق لإضافة ملاحظات إلى أي من مهامك واضافة الالوان للتميز بين المهام الشخصية والاهداف والاعمال.


3- Mind42 :

تطبيق مجاني لرسم الخرائط الذهنية ويساعد في تنظيم الأفكار ، وتعلم معلومات جديدة ،ويمكن مشاركة هذه الخرائط مع الاخرين والعمل عليها معا .


4-DayDayHabit :

تطبيق جيد لمن يرغب بتغير عاداته ، بحيث يتم وضع مجموعة من العادات المراد بتحسينها زيبدأ يعد بالايام ، كم مدة الالتزام بالعادات ، ويوفر لك بالرسوم البيانية والمخططات الأحصائية كلمحة عامة عن تحسن عاداتك وانتظام بالتغير ، مع ارسال التنبيهات.


5- Google Calendar :

تطبيف مجاني ومهم جدا لأي شخص، يتيح تسجيل المهام والاجتماعات ومشاركتها مع الاصدقاء والزملاء ، بالاضافة الى ربط المهام بالايميل والتذكير فيها بالموعد وتعديل المهام بأي وقت.



لا أرغب بالإطالة أكثر ، فالحديث عن تظيم الوقت يحتاج ابحاث ومقالات وكتابات اكثر من ذلك ، فأذا تعمقت في الوقت وجدت أنه بحر وعالم اخر.

كيف لا، وانت حياتك كلها ما هي الا دقائق وثواني.


اسمع دقات قلبك وستتأكد بنفسك .


لا حال يبقى ولا حال يدوم ، هو زمن يدور ، و ساعات تركض ، حياتك ملكك ، يمضي الوقت بسرعة ولا يعود فالوقت من ذَهب إن لم تدركه ذَهَب.



أبدأ الأن ....



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

رائع نادين الوقت ثمين أدركناه في ايااام متأخرة فلندرك قيمة وقتنا وننهض بأمة تحي سنة نبيها وتهتم بحياتها ووقتها في اعمال سيسأل عنها يوم يلقى الله ❤️❤️

إقرأ المزيد من تدوينات نادين الردايدة

تدوينات ذات صلة