حديث مع النفس عن صديق أوقاتي التفكير المفرط والمشاعر المرافقة له

أحيانًا تدهشني قُدرة عقلي على ملاحقة كل هذه التّفاصيلِ الضّائعةِ، ضائعةً للحد الذي يجعل صاحبها لا يلقي لها بالاً ولا خاطرًا. اجعل من عينيكَ قاضيًا؛ تنطق بصدق وحزم خلاف حال اللَّسنتنا وابتساماتنا الزائفة، وتُطمئنني بمقدار التَّرحاب بي من بريقها وأحسُ بحرارة اللقاء يتدفق بين حواس الجسدِ واللحظ اضطراب وقفتِك وعدم انسجامها مع حروفك وأعرفك حين يتقلب حالك تارة ترضى وأخرى تَجحدُ. يسمونه عزيزي القارئ التَّفكير المفرط؛ أن تغرقك أفكارك وتؤرق جفنك وأنت تشغل بالك بكل ما دار حولك؛ تسهر الليل بطولة تدقق في المشاهد السَّابقة، فيجتمع عليك ظُلمتان: ظُلمة اللَّيل وظُلمة بناتِ الصَّدورِ. لطالما حاولت النَّجاة من الغرق فيه ولكنني عدت صفر اليدين محملاً بخيباتٍ أكبر، فاعلم أنك أمام إنسان يتجسَّدُ فيه التَّضاد؛ هادئُ المظهر والصَّخب سائدٍ على عقلهِ وقلبهِ.مع عبء هذا الصَّديق إلا أنها نعمة كبرى أن ترى العالم من حولك بملامح أوضح والألوان أعمق بصرف النظر قليلاً عن أيام أحاول الهروب فيها من نفسي أنتظر هواجسي حتى تهدأ.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات مُيسّر المناصير

تدوينات ذات صلة